تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى في شهر مع تأجيل الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي
شهد الدولار الأمريكي تراجعاً ملحوظاً يوم الاثنين 26 مايو 2025، حيث انخفض مؤشر الدولار (DXY) إلى ما دون مستوى 99 نقطة ليصل إلى 98.75، مسجلاً بذلك أدنى مستوى له في أكثر من شهر.
هذا التراجع يأتي في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو المقبل.
تفاصيل القرار وتأثيره المباشر
أعلن ترامب عن قرار التأجيل عبر منصتة تروث سوشيال بعد اتصال هاتفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي وصفت المحادثة بأنها جيدة، لكنها أشارت إلى الحاجة لمزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق مُرضٍ للطرفين.
جاء هذا القرار بعد أيام من التهديدات المباشرة بفرض الرسوم بدءاً من 1 يونيو، مما كان قد أثار موجة من القلق في الأسواق العالمية.
وعلى الرغم من هذا التأجيل الذي كان من المتوقع أن يخفف بعض الضغوط على الدولار، إلا أن العملة الأمريكية واصلت تراجعها بسبب عاملين رئيسيين:
تهديدات جديدة بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على أجهزة آيفون التي لا تُصنع محلياً في الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف من تصاعد التوترات التجارية مع شركاء آخرين.
تصريحات ترامب حول احتمالية مراجعة مقترحه الشامل للإنفاق وخفض الضرائب في مجلس الشيوخ، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
ردود فعل الأسواق والتحليلات الاقتصادية
ارتفع اليورو مقابل الدولار في أعقاب هذا القرار، حيث رأى المتعاملون في الأسواق أن تأجيل الرسوم الجمركية قد يخفف مؤقتاً من حدة التوترات التجارية بين أكبر كتلتين اقتصاديتين في العالم، ومع ذلك يبقى الدولار تحت ضغط شديد بسبب تقلبات السياسة التجارية لترامب التي أضعفت ثقة المستثمرين في الأصول الأمريكية، كما تراجعت ثقة المستهلكين الأمريكيين إلى أدنى مستوياتها، حيث أفادت جامعة ميتشيغان أن مؤشر الثقة الأولي انخفض إلى 50.8 مقارنة بتقديرات 54.5.
المشهد الأوسع للدولار الأمريكي
يشهد الدولار الأمريكي تراجعاً مستمراً للأسبوع الخامس على التوالي، حيث خسر المؤشر مستوى 100 النفسي المهم وحافظ على نشاطه حول القيعان التي شهدها منذ ثلاثة أعوام.
ومن العوامل المساهمة في هذا الضعف:
- تسارع الخسائر في عوائد سندات الخزانة الأمريكية عبر أطر زمنية مختلفة.
- مخاوف الركود التضخمي التي تؤثر سلباً على المزاج العام تجاه العملة الأمريكية.
- تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي التي أشارت إلى انخفاض ثقة المستهلكين والشركات بسبب التغييرات في السياسة التجارية الأمريكية.
ما هي التوقعات المستقبلية
مع استمرار التضخم فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، والرسوم الجمركية التي تعكر صفو تدفقات التجارة العالمية، والضجيج السياسي الذي يطمس صورة السياسة النقدية، يبدو أن الدولار الأمريكي مقبل على مزيد من التقلبات في الفترة المقبلة.
من الناحية الفنية، يتداول مؤشر الدولار دون المتوسطات المتحركة البسيط (الموفنج أفريج) لمدة 50 و 100 و 200 يوم، مما يشير إلى استمرار الاتجاه الهبوطي.
