الدولار يتراجع مع تراجع التضخم وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

أسباب تراجع الدولار الفترة الماضية

تراجع الدولار الأمريكي اليوم الجمعة بقوة لليوم الثاني على التوالي وصولًا الى مستويات 99.70، حيث انخفض مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له في 21 شهرًا مقابل سلة العملات الرئيسية، بعد أن أعلن البيت الأبيض يوم الخميس أن الرسوم الجمركية المفروضة على الصين ستكون 145% وليس 125% كما كانت سابقًا.

وعلى الرغم أن هذا الفارق ضئيل من الناحية الاقتصادية العملية، إلا أن رد فعل السوق أظهر حساسية متزايدة لمخاطر الانفصال الاقتصادي غير المنظم بين أكبر اقتصادين في العالم، على الرغم من تأجيل فرض رسوم جمركية إضافية على دول أخرى باستثناء الصين.

منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، هدد مرارًا وتكرارًا بمجموعة من الإجراءات العقابية على شركائه التجاريين، ليتراجع عن بعضها في اللحظة الأخيرة، مما أثار هذا قلق العالم والمسؤولين التنفيذيين، الذين يقولون إن حالة عدم اليقين جعلت من الصعب التنبؤ بظروف السوق.

وعلى الجانب الاخر تراجعت بيانات التضخم الامريكية يوم أمس الخميس، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي تراجع خلال شهر مارس وصولًا الى 2.4% على أساس سنوي، وهو أقل من التوقعات البالغة 2.5%، وتراجع مؤشر أسعار المستهلك لشهر مارس باستثناء الغذاء والطاقة الى 2.8% على أساس سنوي، وهو أقل من التوقعات البالغة 3.0% على أساس سنوي.

نظرة على بعض العملات والأصول

حيث استأنفت عمليات البيع المكثفة للدولار والسندات، وارتفع عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات (US10Y) إلى 4.444%، وهو في طريقه لتحقيق أكبر زيادة أسبوعية له منذ 24 عام، ومن المتوقع أن تسجل عوائد السندات لأجل 30 عامًا (US30YT=RR) أكبر قفزة أسبوعية لها منذ عام 1982 على الأقل.

وأثار رد الفعل المتقلب في سوق السندات هذا الأسبوع تساؤلات حول مكانة سندات الخزانة كأكثر الأصول أمانًا في العالم.

أيضًا ارتفعت أسعار الذهب إلى مستوى قياسي جديد فوق 3200 دولار للأونصة وتحديديًا عند مستويات 3220 دولار، ولا يبدو أن ارتفاع المعدن النفيس سيتوقف مع استمرار تدفقات الملاذ الآمن.

كما أرتفع الين والفرنك بقوة نظرًا لأنهم عملات ملاذ أمن، حيث أرتفع الين لأفضل مستوياته في 6 أشهر، وأرتفع الفرنك السويسري الى اعلى مستوياته في 10 سنوات.

أدت المخاوف من تباطؤ حاد في الاقتصاد العالمي إلى اهتزاز الأسواق بقوة، مع تركيز التداول على العملات والسندات، حيث دفع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين المستثمرين إلى التخلي عن استراتيجياتهم المعتادة والهروب من الأصول الدولارية.