تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات ونصف، ما الأسباب؟

الدولار يتراجع قرب أدنى مستوى له في ثلاث سنوات ونصف

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا في قيمته مقابل العملات الرئيسية، حيث اقترب من أدنى مستوياته منذ فبراير 2022، وسط توقعات بتخفيف السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي وتأثيرات مشروع قانون الإنفاق الحكومي الضخم.

 

مؤشر الدولار الامريكي

ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية ارتفاعًا طفيفًا إلى مستويات 96.80، لكنه ظل قريبًا من أدنى مستوى له عند 96.38، والذي سجله يوم الثلاثاء.

كما تراجع الدولار أمام اليورو إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر 2021، واقترب من أدنى مستوياته منذ 2011 مقابل الفرنك السويسري.

 

تأثير تصريحات جيروم باول

أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول خلال مشاركته في المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأوروبي، أن البنك المركزي الأمريكي يتخذ نهجًا حذرًا تجاه خفض أسعار الفائدة، لكنه لم يستبعد حدوث ذلك في اجتماع يوليو الجاري، مشيرًا إلى أن القرار سيعتمد على البيانات الاقتصادية القادمة.

وأضاف باول أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويًا، لكن المخاطر العالمية، مثل التوترات التجارية وتباطؤ النمو، قد تؤثر على السياسة النقدية.

ومن المتوقع أن يكون تقرير الوظائف غير الزراعية، المقرر صدوره يوم الخميس، عاملاً حاسمًا في توجيه قرارات الفيدرالي.

 

تأثير الإنفاق الحكومي والضغوط السياسية

من العوامل الأخرى التي تضغط على الدولار مشروع قانون الإنفاق والضرائب الذي أقره مجلس الشيوخ الأمريكي، والذي يتوقع أن يضيف 3.3 تريليون دولار إلى الدين الوطني.

وإذا تمت الموافقة النهائية عليه في مجلس النواب، فقد يؤدي ارتفاع العجز المالي إلى مزيد من انخفاض قيمة العملة الأمريكية.

كما أثرت الانتقادات المتكررة التي يوجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسياسات باول سلبًا على ثقة المستثمرين، مما أثار مخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.

 

يبدو أن الأسواق تواجه مرحلة حساسة، حيث يتداخل العامل الاقتصادي مع السياسي، مما يجعل مستقبل الدولار مرتبطًا بتطورات قد تشهدها الأشهر القادمة.

ومع ترقب المستثمرون البيانات الاقتصادية التي تصدر اليوم وغدًا، خاصة تقارير التوظيف للقطاع الخاص والحكومي، لتحديد اتجاهات الدولار في الفترة المقبلة.