9 يوليو.. العد التنازلي لحرب تجارية جديدة بين أمريكا وأوروبا

تصعيد تجاري وتهديد أمريكي جديد

تواجه العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أزمة جديدة، بعد تهديد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على بعض الواردات الأوروبية، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري قبل 9 يوليو 2025. هذه الرسوم المحتملة تأتي في وقت حساس تشهد فيه الأسواق حالة من عدم اليقين، وقد تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الأوروبي وسعر صرف اليورو، وعلى الثقة في الاستقرار التجاري عبر الأطلسي.

انقسام داخل الاتحاد الأوروبي

حتى الآن، لم تنجح المفاوضات الجارية بين الجانبين في الوصول إلى اتفاق مبدئي، وهو ما دفع بعض الدول الأوروبية للدعوة إلى تسوية سريعة (مثل ألمانيا)، في حين ترى دول أخرى مثل فرنسا أن تقديم تنازلات قد يفتح الباب لتصعيد أكبر في المستقبل. هذا الانقسام السياسي يعقّد فرص التوصل لحل موحّد قبل الموعد النهائي، ما يزيد من الضغوط على المفوضية الأوروبية وسط مخاوف من اضطرابات اقتصادية داخلية.

التأثير الاقتصادي المحتمل

وفقًا لتقارير من اتحاد الصناعات الإيطالية، فإن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% فقط قد يكلّف إيطاليا وحدها خسائر تصل إلى 20 مليار يورو في الصادرات وفقدان أكثر من 118,000 وظيفة. أما الرسوم الأعلى مثل 25% أو 50% فهي لم ترد في التقرير، لكن يمكن تقدير تأثيرها التصاعدي على نحو تقريبي، كما في الشكل التالي:

ترقّب الأسواق قبل 9 يوليو

مع اقتراب الموعد النهائي، يعيش المستثمرون حالة من الترقّب، بينما تنتظر الأسواق قرارًا نهائيًا من واشنطن وبروكسل. أي فشل في الاتفاق قد يؤدي إلى تصعيد كبير في التوترات التجارية، ويؤثر بشكل واسع على السياسات النقدية والمالية في أوروبا والولايات المتحدة. أما في حال التوصل لاتفاق، فقد يُجنّب الطرفان أزمة جديدة كانت ستضيف ضغوطًا إضافية على الاقتصاد العالمي.