تراجع الدولار الأمريكي مع تباطؤ التضخم الأمريكي
شهدت الأسواق المالية اليوم الخميس تراجعًا في مؤشرات الأسهم العالمية وقيمة الدولار الأمريكي، مع تقييم المستثمرين لتقرير التضخم الأمريكي الأخير والاتفاق التجاري الهش بين الولايات المتحدة والصين، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط واستمرار المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي.
الاتفاق التجاري الأمريكي الصيني يثير حذر المستثمرين
كانت المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين محور اهتمام الأسواق هذا الأسبوع، حيث أسفرت المفاوضات عن اتفاق إطاري يقضي برفع القيود الصينية على صادرات المعادن النادرة، إلى جانب السماح للطلاب الصينيين بالدراسة في الجامعات الأمريكية.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصفقة بأنها رائعة، معربًا عن سعادته بنتائجها.
ومع ذلك، ظلت ردود فعل الأسواق متحفظة، إذ ينتظر المستثمرون تفاصيل أكثر وضوحًا حول بنود الاتفاقية، خاصة في ظل تصريحات ترامب الأخيرة التي أشار فيها إلى أن الإدارة الأمريكية ستوجه رسائل خلال الأسبوعين المقبلين إلى عشرات الدول تحدد شروطًا جديدة للتعاملات التجارية، مع ترك الخيار لهذه الدول بين القبول أو الرفض.
ويبدو أن الأسواق قد تضطر إلى التعامل مع سياسة ترامب التصعيدية في فرض الرسوم الجمركية، حتى لو كان الهدف منها مجرد ضغط على الشركاء التجاريين للتفاوض.
وقد تسببت هذه السياسات المتقلبة في اضطرابات كبيرة بالأسواق العالمية هذا العام، مما دفع العديد من المستثمرين إلى التخلي عن الأصول الأمريكية، بما في ذلك الدولار، خوفًا من تداعياتها السلبية على الأسعار والنمو الاقتصادي.
مؤشر الدولار الأمريكي عند أدنى مستوى منذ أبريل
واصل الدولار الأمريكي تراجعه ليصل إلى أدنى مستوياته منذ 22 أبريل، حيث انخفض مؤشر الدولار (DXY) الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية بنسبة 9% منذ بداية العام حتى الآن.
ويعزى هذا التراجع جزئيًا إلى بيانات التضخم الأمريكية التي صدرت الأربعاء، والتي جاءت أقل من التوقعات، رغم المخاوف السابقة من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تسارع التضخم.
ويشير المحللون إلى أن التأثير الكامل للرسوم لم يظهر بعد، متوقعين أن تبدأ آثاره في الظهور بشكل أوضح خلال النصف الثاني من العام.
كما عززت بيانات التضخم الأخيرة توقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة هذا العام، حيث تتوقع الأسواق خفضًا كاملاً في أكتوبر، مع احتمال كبير لحدوثه في سبتمبر.
توقعات بتحسن مؤقت للدولار
يترقب المستثمرون اليوم بيانات مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي (PPI)، حيث يتوقع أن يظهر المؤشر الأساسي السنوي استقرارًا عند 3.1%، بينما من المتوقع أن يرتفع المؤشر الشهري إلى 0.3% بعد أن سجل -0.4% في القراءة السابقة.
وفي حال جاءت البيانات أفضل من المتوقع، فقد يحصل الدولار على دعم مؤقت، مما يمنحه فرصة لالتقاط الأنفاس بعد أسابيع من التراجع.
