التعويم و أنواعه و كيف تنجو منه وهل هناك تعويم قادم ومتى ؟

التعويم و أنواعه و كيف تنجو منه

التعويم هو تحديد سعر عملة الدولة دون تدخل مباشر من قبل الحكومة أو ‏البنك المركزي، وذلك بناء على حجم العرض والطلب عليها في (سوق ‏الفوركس) .

 

 

سوق الفوركس

 و هو سوق تبادل العملات الأجنبية، فإذا ازداد الطلب على ‏شرائها في السوق فيرتفع سعرها، وإذا ازداد بيعها تنخفض قيمتها وهكذا، ‏ويمكن أن يتغير سعرها مرتين أو ثلاثة أو حتى أكثر من ذلك خلال اليوم ‏الواحد‎ .‎

أي أن البنوك المركزية لا تقوم في هذه الحالة باستهداف سعر معين لعملتها ‏مقارنة مع العملات الأخرى، حينما تتوجه إلى تطبيق سياسة التعويم ‏المطلق، بل إنها تتركها شبيهة بأسعار المعادن مثل الذهب أو الفضة أو ‏النحاس التي تتغير باستمرار من ساعة لأخرى‎ .‎

و يعود تاريخ بدأ التعويم بأشكاله المختلفة إلي أوائل الستينات من القرن ‏الماضي حيث أدت العديد من التطورات السياسية والاقتصادية إلى البحث ‏عن بديل لاتفاقية بريتون وودز، التي كان نظام النقد الدولي مبيناً عليها، ‏وكانت تنص على ثبات أسعار الصرف للعملات التي تستند أو ترتبط ‏بمؤشر الدولار الأمريكي، حيث أنه وفي ذلك الحين لم يعد يتمكن من ضبط ‏التقلبات المستمرة في سعر صرف عملات الدول الموقعة في الاتفاقية‎ .‎

 

فما لبثت إلا أن انهارت ليبدأ التفكير في نظام تعويم العملة، وأتت اتفاقية ‏سميثسونيان التي تم عقدها سنة 1971 لتعزيز ذلك الأمر، حيث سمحت ‏الاتفاقية للدول بأن تقوم بتغيير أسعار صرف عملاتها بمقدار لا يزيد عن ‏‏2.25%، ولكن لم تستمر تلك الاتفاقية طويلاً وتعرضت لكثير من ‏المشكلات، فاتجهت اليابان وبعض البلدان الصناعية إلى تعويم عملتها في ‏عام 1973‏‎.‎
وبعد نجاح سياسة تعويم العملة في تلك الدول التي نفذتها، اتبعتها كافة الدول ‏الصناعية إلى أن شهدت تلك السياسية عدة تطورات، وأصبحت إحدى ‏أفضل الأساليب التي تهدف الدول إلى القيام بها  لدعم الاقتصاد الوطني ‏وتحقيق الأهداف الاقتصادية‎ .‎
بالإضافة إلى ذلك، فقد قامت اتفاقية صندوق النقد الدولي في سنة 1976 ‏بالتصديق على أن تعويم العملة هو أحد المبادرات التي تسهم في إصلاح ‏صندوق النقد الدولي، فهو يمثل محاولة لمواكبة التطورات الاقتصادية ‏الجديدة حول العالم‎ .‎

 

أنواع التعويم‎ ‎‏:‏

هنالك أشكال مختلفة من تعويم العملة، و يعتمد كل نوع منها علي طريقة ‏معينة من قبل البنك المركزي الذي يحدد بأداته وسياساته شكل التعويم ‏المتبع داخل الدولة بحيث تحافظ علي سلامة و قوة العملة داخل الدولة، ‏ويمكن تصنيف التعويم إلي نوعين رئيسيين هما‎ :‎

 

‏1 - التعويم الحر أو المطلق‎ ‎

وهو تعويم العملة الخالص أو ما يسمى أيضاً التعويم الحر، وفيه تكون ‏كميات العرض والطلب هي المحدد الرئيسي لسعر صرف العملة مقارنة مع ‏العملات الأخرى بحيث لا يوجد أي تدخل للدولة في ذلك الأمر سوى أنها ‏قد تؤثر على سرعة تغير أسعار الصرف دون أن تحد منه أو توقفه، وهذا ‏النظام الحر من تعويم العملة تتبعه الدول المتطورة ذات النظام الرأسمالي ‏الصناعي كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا و سويسرا‎.‎

 

‏2 - التعويم المدار ‌أو الموجه‎ ‎

هذا النوع من التعويم يسمح فيه ترك سعر الصرف بناء على كميات ‏العرض والطلب في السوق، ولكن في هذا النوع وعلى عكس النوع السابق ‏يمكن أن تتدخل الدولة عن طريق البنك المركزي حينما يحتاج الأمر لذلك، ‏من أجل توجيه سعر الصرف باتجاه معين سواء كان ذلك بالزيادة أو ‏النقصان تجاه العملات الأخرى‎ .‎
بالإضافة إلى ذلك تقوم الدولة بهذا الأمر كاستجابة لبعض المستجدات، ‏كحدوث فجوة كبيرة بين العرض والطلب على العملة، أو بسبب التطورات ‏الاقتصادية التي تطرأ على العملات الأخرى، والتي تؤدي إلى زيادة أو ‏انخفاض سعر صرفها على مستوى الأسواق العالمية، فتلجأ تلك الحكومات ‏إلى ضبط سعر صرف عملتها وفق ما يناسب المتغيرات الاقتصادية‎ 
علاوة على ذلك، يستخدم تعويم العملة الموجه الآن في العديد من البلدان ‏ذات النظام الرأسمالي وكذلك في الكثير من البلدان النامية، والتي يرتبط ‏سعر صرف عملتها باليورو الأوروبي أو الجنيه الإسترليني أو بعملة ‏الدولار الأمريكي التي لازالت مسيطرة علي حركة السوق العالمي للعملات ‏الأجنبية‎ .‎

 

وأخيرًا لكي تتجنب الآثار السلبية للتعويم وتحافظ علي قيمة أموالك من ‏تغيرات قيمة العملة، يمكنك التوجه للأصول ذات القيمة والتي دائما ما ‏تكون مخزنا للقيمة مثل الذهب كملاذ آمن، أو شراء العقارات التي يظل ‏سعرها في تزايد وارتفاع علي فترات متوسطة أو طويلة ،
 بحيث تتجنب ‏أكبر قدر ممكن من الاحتفاظ بالأموال السائلة ( الكاش ) في البنوك.‏