الدولار الأمريكي يحافظ على مكاسبه، واليوان يقفز بعد اتفاق التجارة الأمريكي الصيني
شهدت الأسواق العالمية يوم الثلاثاء تحركات إيجابية مدعومة بتفاؤل مستمر حيال الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، والذي خفف من حدة التوترات بين العملاقين الاقتصاديين.
وعلى الرغم من تراجع طفيف في قيمة الدولار، إلا أنه حافظ على معظم مكاسبه الأخيرة، بينما قفز اليوان الصيني إلى أعلى مستوى له في 6 أشهر.
الاتفاق التجاري يُحيي الآمال
أعلنت واشنطن وبكين يوم الاثنين عن اتفاقية لخفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، وهو ما فاق توقعات الأسواق وأشعل موجة من التفاؤل بين المستثمرين.
أدى ذلك إلى انتعاش الأسهم العالمية وارتفاع قيمة الدولار، كما قفز اليوان الصيني متجاوزًا مستوى 7.1855 مقابل الدولار الأمريكي.
وانعكس هذا التفاؤل أيضًا على العملات المرتبطة باقتصاد الصين، حيث ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.64% ليصل إلى 0.6412 دولار أمريكي، وصعد الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.55% مسجلًا 0.5889 دولار أمريكي.
تأثير الاتفاق على توقعات السياسة النقدية
مع تراجع حدة التوترات التجارية، خفّض المتداولون توقعاتهم بشأن احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، حيث يُعتقد أن البنك المركزي الأمريكي قد يواجه ضغوطًا أقل لتخفيف السياسة النقدية لدعم النمو الاقتصادي.
وتشير العقود الآجلة إلى أن الأسواق تتوقع الآن خفضًا بنحو 56 نقطة أساس في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام، مقارنة بتوقعات سابقة كانت أكثر تشددًا.
كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث استقر عائد السندات لمدة عامين قرب أعلى مستوى له في شهر عند 4.009%، بينما سجل عائد السندات العشرية 4.4650%.
الأسواق تنتظر بيانات التضخم الأمريكية
يترقب المستثمرون اليوم صدور بيانات التضخم الأمريكية لشهر أبريل، والتي من المتوقع أن تشهد ارتفاعًا في المؤشرين الأساسي والعام على أساس شهري.
وتُعد هذه البيانات محورية في تحديد الخطوات المستقبلية للاحتياطي الفيدرالي، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في المشهد التجاري العالمي.
بشكل عام، يُظهر الأداء الأخير للأسواق مدى حساسية المستثمرين لأي تطورات في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث يبقى الاتفاق الحالي عاملًا رئيسيًا في تعزيز الثقة واستقرار التوقعات الاقتصادية على المدى القريب.
