أسباب تراجع الدولار وماهي التوقعات المستقبلية
واصل مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضه للجلسة الرابعة على التوالي يوم الأربعاء، متراجعاً إلى مستوى 97.6، في ظل إغلاق الحكومة الفيدرالية الأمريكية لأول مرة منذ عام 2019.
جاء هذا الإغلاق بعد فشل الديمقراطيين والجمهوريين في التوصل إلى اتفاق تمويل مؤقت، فيما حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الديمقراطيين في الكونغرس من أن السماح بإغلاق الحكومة الفيدرالية سيسمح لإدارته باتخاذ إجراءات لا رجعة فيها، بما في ذلك إغلاق البرامج المهمة لهم.
تفاصيل التراجع وأسبابه
شهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، تراجعاً ملحوظاً.
هذا الضعف ليس بسبب الإغلاق الحكومي فقط، بل أيضاً إلى توقعات المستثمرين بتبني الاحتياطي الفيدرالي لسياسة نقدية أكثر تساهلاً في المستقبل، حيث تتجه الأسواق نحو ترجيحات خفض أسعار الفائدة. وقد لاحظ المحللون أن الدولار يتداول بنبرة ثقيلة على كافة المجالات مع استعداد المستثمرين لرسالة حذرة من الفيدرالي.
آثار الإغلاق الحكومي
يؤثر الإغلاق الحكومي على مفاصل عديدة في الاقتصاد والحياة اليومية، ومن أبرز آثاره:
الموظفون الفيدراليون: يُهدد هذا المأزق بتسريح ما يُقدر بنحو 750 ألف موظف فيدرالي، بتكلفة يومية تُقدر بنحو 400 مليون دولار من التعويضات المفقودة، وفقاً لمكتب الميزانية في الكونغرس.
الخدمات الحكومية: قد تُعلق أيضاً الخدمات الحكومية الرئيسية، بما في ذلك إصدار تقرير الوظائف الشهري الذي ينتظره المتداولون والمستثمرون حول العالم بشدة.
كما قد يؤدي الإغلاق إلى إبطاء حركة السفر الجوي وتعليق بعض الأبحاث العلمية.
البيانات الاقتصادية: مع احتمال تأجيل التقرير الرسمي للوظائف، يركز المتداولون بشكل أكبر على بيانات التوظيف الأخرى، مثل البيانات الصادرة عن ADP.
ردود الفعل السياسية
تتعمق جذور الأزمة في الانقسامات الحزبية العميقة بين الديمقراطيين والجمهوريين.
فبينما يريد الجمهوريون تمديداً قصير المدى لمستويات الإنفاق الحالية، يؤكد الديمقراطيون على ضرورة أن يتضمن أي اتفاق تمديداً لإعانات قانون الرعاية الصحية أوباما كير المنتهية الصلاحية، معارضين خفض الإنفاق على برامج الرعاية الصحية العامة.
وقد صرح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، الجمهوري جون ثون، منتقداً الديمقراطيين، وقال أن الديمقراطيون يعرقلون مشروع القانون لأغراضهم الحزبية الخاصة، ومن المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ مرة أخرى على الإجراء الذي أقره مجلس النواب.
توقعات المستقبل
لا يزال المخرج من هذا المأزق غير واضح، وتعود آخر عملية إغلاق حكومي كبيرة إلى عام 2019، في عهد الرئيس ترامب نفسه، واستمرت لمدة 35 يوماً بسبب الخلافات حول تمويل الجدار على الحدود مع المكسيك.
سيناريوهات التعافي: يعتمد حجم الضرر الاقتصادي على مدة الإغلاق ومدى اتساع نطاقه، التعطل يميل إلى أن يكون مؤقتاً في الغالب، ويتم تعويض معظم النشاط المفقود خلال الأشهر التي تلي انتهاء الأزمة.
استمرار الضعف: من المتوقع أن يستأنف الدولار الأمريكي انخفاضه إذا أشار الخطاب السياسي إلى إغلاق حكومي ممتد، في ظل استمرار الضغوط الناجمة عن توقعات خفض أسعار الفائدة وعدم اليقين السياسي.
