الفضة تسجل اليوم مستوى قياسي جديد بعد بيانات الوظائف الامريكية

شهدت أسعار الفضة حدثاً تاريخياً اليوم الأربعاء، حيث قفزت إلى مستوى قياسي جديد بلغ 66.50 دولاراً للأونصة، حيث يُمثل هذا الصعود تتويجاً لموجة صعودية استثنائية، حيث قفز سعر المعدن بما يزيد عن 130% منذ بداية العام.

وقد دفعت بيانات سوق العمل الأمريكية المستثمرين نحو الأصول الآمنة، بينما استمرت ضغوط نقص المعروض والطلب الصناعي القوي في دعم الأسعار على المدى الطويل.

بيانات اقتصادية تدفع نحو الأصول الآمنة

كانت بيانات التوظيف الأمريكية التي صدرت يوم الثلاثاء المحرك المباشر لهذه القفزة التاريخية، وعلى الرغم من إضافة الاقتصاد الأمريكي لـ 64 ألف وظيفة جديدة في نوفمبر، إلا أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.6%، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2021.

هذا الارتفاع في معدل البطالة يُنظر إليه في الأسواق كمؤشر على تباطؤ النشاط الاقتصادي، كما تراجع أيضًا متوسط دخل الفرد في الساعة من 0.3% الى 0.1%.

وبالتالي أدى ضعف بيانات العمل إلى تعزيز توقعات المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى اتخاذ إجراءات أكثر تيسيراً لدعم الاقتصاد.

وتتوقع الأسواق بنسبة 75% تقريبًا أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه المقرر في يناير، دون تغيير يُذكر عما كانت عليه قبل صدور التقرير.

لماذا يتفوق الأداء الحالي على الدورات السابقة؟

الصعود الحالي ليس مجرد رد فعل قصير الأجل على بيانات اقتصادية، فإن الوضع الحالي أكثر تعقيداً من أي دورة سابقة للمعدن، مدعوماً بعوامل هيكلية تجعل قراءة السوق بمعايير الماضي.

وأهم هذه العوامل:

- أزمة معروض حادة: يواجه سوق الفضة عجزاً مستمراً. يُنتج ما يقرب من 25 ألف طن من الفضة عالمياً كل عام، يأتي معظمها كلاحق (منتج ثانوي) من تعدين معادن أخرى كالنحاس والرصاص.

جعلت هذه الطبيعة استجابة العرض بطيئة حتى مع ارتفاع الأسعار، وتفاقمت الأزمة بسبب انخفاض المخزونات في مراكز التخزين العالمية الرئيسية مثل لندن.

- الطلب الصناعي غير المسبوق: يختلف المشهد الحالي جذرياً عن ثمانينيات القرن الماضي بسبب الطلب الهائل من القطاعات التكنولوجية الحديثة. تُستخدم الفضة بشكل مكثف في:

• الألواح الشمسية (الطاقة الشمسية)

• المركبات الكهربائية (حيث قد يصل استخدامها إلى كيلوغرام للسيارة الواحدة مع تطور البطاريات)

• مكونات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات

- العوامل الجيوسياسية والتجارية: تُفاقم التوترات التجارية وارتفاع التعريفات الجمركية من حساسية سلاسل الإمداد، حيث تدفع هذه المخاوف المستوردين للإسراع في الشحنات، مما يزيد الضغط على المخزونات المتاحة.

ما الذي قد يمنح الفضة بعض التصحيحات الهابطة

- بيانات التضخم القادمة: يترقب السوق بقلق تقرير مؤشر أسعار المستهلك لشهر نوفمبر، المقرر صدوره يوم الخميس، ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة. أي بيانات تُظهر استمرار التضخم المرتفع قد تؤجل توقعات خفض الفائدة وتضغط على أسعار الفضة.

- تغير سياسات البنوك المركزية: أي تحول في الخطاب نحو التشدد من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يدعم الدولار ويقلل من جاذبية المعدن النفيس.

- جني الأرباح: قد يؤدي وصول السعر إلى مستويات نفسية مرتفعة إلى إقبال المتداولين على جني الأرباح، مما يتسبب في تراجعات تصحيحية.

كما يمكنك متابعة فيديو التحليل الأسبوعي للفضة والذهب من هنا