النفط يسجل أكبر مكاسب أسبوعية في 3 أشهر- مقتربًا من الوصول الى 70 دولار للبرميل

النفط يتجه لتحقيق أكبر مكسب أسبوعي في ثلاثة أشهر مع خفض روسيا لصادراتها من الوقود

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الجمعة 26 سبتمبر 2025، متجهة لتسجيل أكبر مكاسب أسبوعية منذ أوائل يونيو الماضي، حيث قفزت بأكثر من 4% مدعومة بعوامل جيوسياسية متشابكة، أبرزها الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية وما تبعها من قرارات بتقييد الصادرات.

المكاسب الأسبوعية والأسعار الفورية

سجل الخامان القياسيان أداءً قوياً على مدار الأسبوع، محققين ارتفاعاً تجاوز حاجز الـ 4%، كما لامس الخامان أعلى مستوياتهما منذ الأول من أغسطس خلال التعاملات الأسبوعية، مدفوعين بانخفاض مفاجئ في المخزونات الأمريكية وهجمات أوكرانيا.

 

الأسباب الرئيسية للصعود

يعود سبب هذا الصعود القوي إلى مجموعة من العوامل المترابطة التي ضيقت المعروض المتاح في السوق:

- الضربات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية: استهدفت الهجمات المستمرة بالمستطيلات المسيرة مصافي التكرير والمنشآت النفطية في روسيا، مما أدى إلى تقليص الطاقة التكريرية للبلاد.

- الإجراءات الروسية لتقييد الصادرات: ورداً على ذلك فقد أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك عن فرض حظر جزئي على صادرات الديزل حتى نهاية العام، مع تمديد الحظر الحالي على صادرات البنزين.

هذا دفع موسكو للاقتراب من خفض إنتاج النفط الخام نفسه لتلبية الاحتياجات المحلية أولاً.

- تحذيرات حلف الناتو: زادت التوترات بعد تحذير الحلف لروسيا من استعداده للرد على أي انتهاكات مستقبلية لمجاله الجوي، مما رفع من سقف المخاوف الجيوسياسية وعزز شبح عقوبات إضافية على قطاع الطاقة الروسي.

 

مصيدة التوترات الجيوسياسية

تشكل التوترات المتصاعدة بين روسيا وحلف الناتو عاملاً مضافاً يضغط على الأسعار من خلال زيادة ما يعرف بمخاطر العرض.

وقد تصاعدت هذه التوترات بعد الدعوات الأمريكية، بما في ذلك ضغوط الرئيس ترامب على الحلفاء مثل تركيا لوقف شراء النفط الروسي، في محاولة لحرمان موسكو من إيرادات الطاقة.

هذه العوامل مجتمعة خلقت بيئة من عدم اليقين تدفع المستثمرين لتسعير علاوة خطر أعلى في أسعار النفط.

 

عوامل ضاغطة لاحتواء المكاسب

رغم قوة الأداء الأسبوعي، فإن هناك عوامل عملت على كبح جماح المكاسب وتمنع الأسعار من الصعود بشكل أقسى:

- بيانات اقتصادية أمريكية قوية: أظهرت بيانات مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي أن الناتج المحلي الإجمالي نما بمعدل معدل سنوي بلغ 3.8% في الربع السابق.

هذه القوة تجعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) أكثر حذراً بشأن خفض أسعار الفائدة مستقبلاً، مما قد يبطئ النشاط الاقتصادي ويؤثر على الطلب على الطاقة.

- استئناف صادرات نفط كردستان العراق: أعلنت حكومة الإقليم عن استئناف صادرات النفط خلال 48 ساعة، وهو ما قد يعيد ما يصل إلى 500 ألف برميل يومياً إلى السوق العالمية، معيداً إلى الأذهان مخاوف فائض المعروض الذي كان يضغط على الأسعار سابقاً.