النفط يواصل التراجع في ظل توقعات بتحقيق تقدم في المحادثات الروسية-الأوكرانية

النفط يواصل انخفاضه مع تقييم المتداولين لآفاق محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا

تواصل أسعار النفط تراجعها للجلسة الثانية على التوالي، متأثرة بمزيج من العوامل التي تشمل توقعات محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا وتقلبات توقعات أسعار الفائدة الأمريكية، في مشهد يعكس حساسية السوق الخام للتطورات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.

 

تراجع ملحوظ في أسعار النفط

سجل خام برنت انخفاضاً بنسبة 0.4% ليصل إلى 61.60 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.5% إلى 57.60 دولاراً للبرميل، مستكملاً بذلك الموجة الهبوطية التي شهدها الأسبوع الماضي وبلغت تقريبًا 3%.

 

محادثات السلام وتأثيرها على السوق

يترقب المتداولون تطورات المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، حيث قد يمثل أي تقدم نحو اتفاق سلام نقطة تحول مهمة لسوق النفط، وذلك من خلال:

- رفع العقوبات: زيادة احتمالية تخفيف القيود المفروضة على الصادرات النفطية الروسية

- تحسين الإمدادات: عودة تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية بشكل أكثر سلاسة

- تقليل الشحنات المحتجزة: الإفراج عن 48 مليون برميل من النفط الخام الروسي المحتجز حاليًا في البحر

 

العقوبات وحالة عدم اليقين

تشكل العقوبات الأخيرة المفروضة على شركتي روسنفت ولوك أويل الروسيتين مصدر قلق للسوق، حيث أدت إلى:

- تعطيل سلاسل الإمداد النفطية العالمية

- خلق حالة من عدم اليقين حول المعروض العالمي

- احتجاز كميات كبيرة من النفط الروسي

 

العوامل الاقتصادية المؤثرة

إلى جانب العوامل الجيوسياسية، يواجه السوق النفطي ضغوطاً من:

- توقعات أسعار الفائدة الأمريكية: يشكل عدم اليقين حول سياسة الاحتياطي الفيدرالي عاملاً مضاعفاً للضغوط

- تشديد المواقف: تباين آراء مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حول توقيت خفض الأسعار

- تقلبات سوق الطاقة: حساسية الأسعار لأي تطور في المحادثات الدولية

 

الآفاق المستقبلية

مع تحديد موعد نهائي للاتفاق من قبل ترامب، وسعي القادة الأوروبيين لتحسين بنوده، يظل السوق النفطي في حالة ترقب، حيث أن أي تقدم في المحادثات قد يؤدي إلى:

- زيادة المعروض النفطي العالمي

- تخفيف حدة التوتر في أسواق الطاقة

- استقرار أكبر في الأسعار على المدى المتوسط

يبدو أن مسار الأسعار خلال الفترة المقبلة سيتحدد بناء على تفاعل عدة عوامل، يأتي في مقدمتها تطور محادثات السلام من ناحية، واتجاهات السياسة النقدية الأمريكية من ناحية أخرى، في مشهد معقد يعكس ترابط الأسواق في الاقتصاد العالمي