ارتفاع طفيف للأسعار يعقب 4 جلسات هبوط متتالية
شهدت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً خلال تعاملات يوم الجمعة، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر الكبيرة التي تراكمت على مدار الأسبوع، حيث تتجه الأسعار لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أواخر يونيو الماضي، مع توقعات بزيادة إنتاج أوبك+ ومخاوف من تخمة المعروض العالمية.
الأداء اليومي والأسبوعي للأسعار
شهدت الأسعار انتعاشاً تقنياً طفيفاً خلال تعاملات الجمعة، حيث ارتفع خام غرب تكساس بالقرب من مستويات 60.80 دولار للبرميل، بينما يتداول خام برنت عند مستويات 64.60 دولار للبرميل، وكان هذا الأرتفاع اليوم بعد 4 جلسات متتالية من الانخفاض، وذلك بسبب توقعات السوق بأن مجموعة أوبك+ قد ترفع الإنتاج أكثر رغم مخاوف فائض المعروض.
أما على الأساس الأسبوعي، فقد خسر خام برنت حوالي 8.3%، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط حوالي 7.6%، مما يشكل أكبر انخفاض أسبوعي منذ أواخر يونيو الماضي.
العوامل المؤثرة على أسواق النفط
عوامل العرض
توقعات زيادة إنتاج أوبك+: أفادت مصادر إخبارية هذا الأسبوع أن تحالف أوبك+ قد يوافق على زيادة إنتاج النفط بما يصل إلى 500 ألف برميل يومياً في نوفمبر، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الزيادة المسجلة في أكتوبر.
ويرجع ذلك إلى سعي السعودية لاستعادة حصتها السوقية في السوق العالمية.
تصريحات أوبك الرسمية: على الرغم من هذه التقارير، نفت أمانة أوبك التقارير الإعلامية التي تزعم أن دول المجموعة تخطط لزيادة إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يومياً، مؤكدة أن هذه الادعاءات غير دقيقة ومضللة.
عوامل الطلب
تباطؤ النشاط الاقتصادي: يظل إغلاق الحكومة الأميركية مصدر قلق رئيسياً، حيث قد يؤدي إلى تقليص النشاط الاقتصادي، مما ينعكس سلباً على طلب النفط.
التراجع الموسمي: يشهد الطلب على النفط تراجعاً موسمياً خلال الأشهر المقبلة، مما يزيد من الضغوط الهبوطية على الأسعار.
تباطؤ نشاط التكرير: أظهرت البيانات تراجع نشاط مصافي التكرير بسبب أعمال الصيانة الموسمية، مما يقلل من الطلب الفعلي على النفط الخام.
بيانات المخزونات الأمريكية
أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء عن ارتفاع مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي مع تراجع نشاط التكرير والطلب.
التطورات الجيوسياسية وتأثيرها
أعلن وزراء مالية مجموعة الدول السبع يوم الأربعاء أنهم سيتخذون خطوات لزيادة الضغط على روسيا من خلال استهداف الجهات التي تواصل زيادة مشترياتها من النفط الروسي.
وجاء في البيان المشترك للوزراء على ضرورة تكثيف الضغط على صادرات النفط الروسية، التي تمثل مصدر دخل رئيسياً لروسيا.
التوقعات المستقبلية لأسعار النفط
يحذر المحللون من أن زيادة إنتاج أوبك+ المحتملة قد تدفع الأسعار للهبوط مجدداً، فاذا صحت التوقعات وأمضت أوبك+ قدماً وأعلنت زيادة تبلغ 500 ألف برميل يومياً في مطلع الأسبوع المقبل، فمن المحتمل أن تكون الزيادة كبيرة بما يكفي لدفع النفط الخام للهبوط مجدداً، في البداية إلى مستوى 58 دولاراً قبل بلوغ أدنى مستوياته لهذا العام عند 55 دولاراً.
حيث أن ارتفاع إمدادات أوبك+ المحتملة، وتباطؤ تشغيل مصافي النفط الخام العالمية بسبب أعمال الصيانة، والانخفاض الموسمي في الطلب خلال الأشهر المقبلة، من المتوقع أن يُسرّع تراكم مخزونات النفط في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
