النفط يهوي إلى أدنى مستوى في 5 أشهر
شهدت أسواق النفط العالمية اليوم الثلاثاء موجة هبوط حادة، حيث انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 2% إلى 58 دولار للبرميل، مسجلةً أدنى مستوى لها في خمسة أشهر، بسبب فائض المعروض.
تحذيرات وكالة الطاقة الدولية: ناقوس خطر للمستثمرين
كان التقرير الشهري لـ وكالة الطاقة الدولية بمثابة الصفعة التي دفعت الأسعار للهبوط، حيث رفعت الوكالة توقعاتها لنمو المعروض العالمي من النفط إلى 3 ملايين برميل يوميًا هذا العام، و 2.4 مليون برميل في عام 2026. وأرجعت الوكالة هذا النمو إلى الزيادات الإنتاجية من تحالف أوبك+ مع الإنتاج القوي من الدول الأمريكية.
ولم تكتفِ الوكالة بذلك، بل حذرت من خطر حقيقي يتمثل في تضخم المخزونات العالمية، مع وصول شحنات ضخمة من النفط الخام إلى المراكز الرئيسية، وهو ما لوحظ بشكل واضح من خلال تراكم المخزونات في كل من الصين والولايات المتحدة.
توقعات إيجابية للطلب وسط فيضان الإمدادات
حاولت منظمة أوبك في تقريرها الشهري الصادر الاثنين إعطاء صورة إيجابية، حيث توقعت أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.3 مليون برميل يوميًا هذا العام، و 1.4 مليون برميل في 2026.
إلا أن هذه التوقعات الإيجابية تبدو غير كافية لامتصاص صدمة الإمدادات المتزايدة، حيث تواصل دول تحالف أوبك+ ضخ مزيد من النفط في الأسواق، مما يثير مخاوف المحللين من فائض وشيك في المعروض قد يدفع بالأسعار إلى مزيد من الانخفاض.
عوامل ضاغطة: الحرب التجارية تثقل كاهل الطلب
كما ساهمت العوامل الجيوسياسية في تفاقم الأزمة، مع تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين حالة العزوف عن المخاطرة إلى الأسواق، مما أثر سلبًا على التوقعات الخاصة بصلابة الطلب العالمي.
وظهرت هذه التوترات بشكل ملموس بإعلان بكين فرض عقوبات على شركات أمريكية، ورد ترامب بتهديده بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية، مما يغذي مخاوف الركود العالمي وتراجع الاستهلاك.
وفي النهاية فأن سوق النفط أمام اختبار صعب، حيث يتصادم فيضان المعروض من جانب مع تهديدات لشدة الطلب من جانب آخر، في معادلة تدفع الأسعار للهبوط، وتضع المستثمرين في حالة ترقب لأي تطورات جديدة قد تعيد التوازن، أو تدفع بالسوق إلى دوامة هبوط أعمق.
