المعدن النفيس يقترب من أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع بفضل رهانات خفض أسعار الفائدة
شهدت أسواق المعادن النفيسة يوم الثلاثاء موجة صعودية جديدة، حيث ارتفعت أسعار الذهب للجلسة الخامسة على التوالي، لتصل إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أسابيع، بدعم من تزايد التوقعات بقيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال ديسمبر المقبل، إلى جانب مؤشرات على انتهاء أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
تتداول أسعار الذهب الان بالقرب من مستويات 4130 دولارًا للأونصة، مسجلة ارتفاعًا يوميًا بنسبة 0.4%.
يأتي هذا الصعود متزامنًا مع إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي اتفاقًا لاستعادة التمويل الفيدرالي، مما ينهي أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد.
تداعيات الإغلاق الحكومي
كما أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الاثنين اتفاقًا من شأنه استعادة التمويل الفيدرالي وإنهاء أطول إغلاق حكومي.
حيث تأخر صدور المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، مثل تقرير الوظائف غير الزراعية، بسبب هذا الإغلاق، وستوفر إعادة فتح الحكومة في الأيام المقبلة مزيدًا من الوضوح بشأن التوقعات الاقتصادية الأمريكية ومسار أسعار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي.
لا يزال الاتجاه السائد لبقية العام يميل نحو الصعود، في هذه المرحلة قد يجد الذهب بعض المقاومة للوصول الى أعلى مستوى تاريخي له الذي حققه الشهر الماضي، حيث أن فكرة انتهاء الإغلاق الحكومي قد خففت من مستوى عدم اليقين، ومن ثم نتوقع ان يرتفع المعدن النفيس مرة أخرى الى هذه المستويات.
السياق الاقتصادي
في الأسبوع الماضي، أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأمريكي فقد وظائف في أكتوبر وسط خسائر في قطاعي الحكومة والتجزئة.
كما أظهر استطلاع للرأي نُشر يوم الجمعة أن ثقة المستهلك الأمريكي تراجعت إلى أدنى مستوى لها في 3 سنوات ونصف في أوائل نوفمبر وسط مخاوف من التداعيات الاقتصادية للإغلاق الحكومي.
توقعات السياسة النقدية
يشير تحليل أدوات السوق إلى أن المتداولين يضعون في اعتبارهم احتمالاً بنسبة 64% لقيام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل.
كما صرح عضو الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميران يوم أمس الاثنين وقال، أن خفضًا بمقدار 50 نقطة أساس سيكون مناسبًا لشهر ديسمبر، مستندًا إلى انخفاض معدلات التضخم وارتفاع البطالة.
النظرة المستقبلية
يظل الاتجاه العام للذهب إيجابيًا لبقية العام، رغم أن المستويات القياسية المسجلة الشهر الماضي قد تشكل مقاومة مؤقتة.
ومع تراجع حدة عدم اليقين المرتبط بالإغلاق الحكومي، يتوقع المحللون أن يعاود الذهب الصعود نحو مستويات قياسية جديدة، مستفيدًا من:
- بيئة أسعار الفائدة المنخفضة التي تعزز جاذبية الذهب كأصل غير مُدر للعائد.
- استمرار بعض المخاوف الاقتصادية التي تدعم الطلب على الملاذات الآمنة.
يبدو أن الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية تشكل بيئة مثالية لاستمرار تألق الذهب في الأسواق العالمية، حيث يجمع بين عوامل الجذب كملاذ آمن وأداة للتحوط ضد التقلبات الاقتصادية المحتملة.
