إرتفاع أسعار الذهب مع تزايد توقعات خفض الفائدة الأمريكية
شهدت أسواق الذهب العالمية ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، حيث بلغت الذهب 4,169 دولاراً للأونصة يوم الأربعاء، قبل أن تتراجع قليلاً لتستقر بالقرب من مستوى 4,150 دولاراً، حيث سجل أعلى مستوياتها في أسبوعين تقريباً.
الدوافع الاقتصادية للصعود
يأتي هذا الصعود في ظل توقعات متزايدة بخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال ديسمبر المقبل، وذلك عقب صدور بيانات اقتصادية أمريكية متأخرة عززت هذه التوقعات.
وأشارت أحدث البيانات إلى تباطؤ واضح في زخم الإنفاق الاستهلاكي، حيث لم ترتفع مبيعات التجزئة سوى بنسبة 0.2% خلال شهر سبتمبر، بعد ارتفاع قوي سجلته في أغسطس الماضي، مما يشير إلى تراجع في إنفاق المستهلكين.
كما أظهرت بيانات أسعار المنتجين استقراراً في ضغوط التضخم، حيث جاءت متوافقة بشكل عام مع التوقعات السائدة في الأسواق.
تأييد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي
ويأتي هذا التوجه مدعوماً بتصريحات عدة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، عبروا فيها عن دعمهم لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل بسبب تدهور مؤشرات سوق العمل.
فقد صرح ستيفن ميران، عضو الاحتياطي الفيدرالي، يوم أمس الثلاثاء بأن تدهور سوق العمل يستدعي المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، مكرراً بذلك تصريحات كريستوفر والر يوم الاثنين الماضي.
توقعات الأسواق
وتشير تقديرات الأسواق المالية حالياً إلى وجود احتمال بنسبة 83% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل.
ويستفيد الذهب، كأصل غير مدر للعائد، من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، حيث يصبح أكثر جاذبية للمستثمرين، خاصة في فترات عدم الاستقرار الجيوسياسي والاقتصادي.
معوقات الصعود
رغم هذا التفاؤل، فإن هناك عوامل قد تحد من المكاسب المستقبلية للذهب، أبرزها علامات تراجع التوترات الجيوسياسية بعد موافقة المسؤولين الأوكرانيين على خطة لإنهاء الحرب مع روسيا، مما يقلل الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.
ويبقى المستثمرون في انتظار المزيد من البيانات الاقتصادية وتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لتحديد الاتجاهات المستقبلية لأسواق الذهب العالمية.
