الذهب يتجه نحو مكاسب أسبوعية ويقترب من قمتة القياسية
تداول الذهب يوم الجمعة عند حوالي 4280 دولارًا للأونصة، محتفظًا بمستوياته العالية قرب أعلى مستوى له في 7 أسابيع ومتجهًا نحو تحقيق مكاسب أسبوعية.
جاءت هذه القفزة وسط حالة من الدعم القوي نتيجة تجدد توقعات الأسواق بمسار تيسير نقدي من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، خاصة بعد بيانات أظهرت تباطؤًا جديدًا في سوق العمل .
البيانات الاقتصادية تتحدى توقعات الفيدرالي
يقف الذهب حاليًا عند نقطة تحول تتأثر بقوة بالبيانات الأمريكية والسياسة النقدية:
- تباطؤ سوق العمل: عززت طلبات إعانة البطالة التي ارتفعت لأعلى مستوى في أكثر من شهرين التوقعات بأن الفيدرالي قد يلجأ إلى خفضين لأسعار الفائدة في عام 2026 .
- خطة الفيدرالي: خفض الفيدرالي الفائدة للمرة الثالثة هذا العام، وأشار رئيسه جيروم باول إلى أن رفع الفائدة أصبح أمرًا مستبعدًا عمليًا.
ومع ذلك، تظل توقعات الفيدرالي نفسها (خفض واحد في 2026) أكثر تحفظًا من توقعات الأسواق المتشائمة (خفضين في عام 2026).
- دعم سيولي مباشر: أعلن الفيدرالي شراء سندات خزانة بقيمة 40 مليار دولار لتخفيف الضغوط، وهو إجراء من المتوقع أن يدعم المعادن الثمينة .
نظرة على المستقبل: توقعات الذهب لعام 2026
بعد عام 2025 الاستثنائي الذي حقق فيه الذهب أكثر من 50 مستوى قياسيًا جديدًا وعائدًا يتجاوز 60%، يتجه أنظار المستثمرين إلى عام 2026.
تحدد ثلاثة سيناريوهات رئيسية، بناءً على تقرير مجلس الذهب العالمي، المسار المحتمل:
1- الإجتماع الاقتصادي المستمر
إذا استمر النمو الاقتصادي العالمي بمعدله المعتاد وانخفض التضخم تدريجيًا مع خفض الفائدة، قد يتحرك الذهب في نطاق جانبي محدود [-5% إلى +5%] حول مستوياته الحالية .
2- الانزلاق الاقتصادي الطفيف
في حال تباطأ النمو العالمي وزادت المخاطر الاقتصادية، قد يضطر الفيدرالي لخفض الفائدة أكثر.
في هذه الحالة، يمكن أن يحقق الذهب مكاسب معتدلة تتراوح بين 5% إلى 15%.
3- سيناريو "دائرة التدهور"
إذا دخل الاقتصاد العالمي في ركود حاد مصحوبًا بارتفاع حاد في المخاطر الجيوسياسية، فإن الهروب الجماعي إلى الملاذات الآمنة قد يدفع الذهب لتحقيق قفزات قوية تصل إلى 15% - 30%.
مؤشرات حيوية: أين يتركز الطلب العالمي على الذهب؟
الدعم الحالي لأسعار الذهب لا يأتي من المضاربة قصيرة الأجل فحسب، بل من مصادر طلب هيكلية قوية:
-البنوك المركزية: تتوقع المؤسسات مثل جي بي مورجان أن تظل مشتريات البنوك المركزية مرتفعة فوق المتوسط في عام 2026، مدفوعة برغبتها في تنويع احتياطياتها بعيداً عن الدولار الأمريكي .
-المستثمرون الأفراد: سجلت الحيازات الاستثمارية من الذهب (مثل السبائك والعملات وصناديق الذهب المتداولة) أعلى مستوياتها منذ عام 2011، حيث يبحث الأفراد عن تحوط ضد التقلبات وارتفاع التضخم .
مخاطر ومحاذير للمستثمرين
رغم الصورة الإيجابية، يجب على المستثمرين ملاحظة بعض المخاطر:
- توقعات متضاربة: يوجد انفصال واضح بين توقعات الفيدرالي (خفض واحد 2026) وتوقعات السوق (خفضين).
أي بيانات اقتصادية أمريكية قوية قد تقلص توقعات الخفض وتضغط على الذهب .
- مؤشرات فنية متطرفة: حذر بعض المحللين من أن الارتفاع السريع وضع الذهب في منطقة "الشراء المفرط" تقنيًا، مما يزيد من احتمالية حدوث تصحيح سعري قصير المدى .
- تذبذب محلي: في الدول العربية، تتفاعل الأسعار المحلية مع الأسعار العالمية وأيضًا مع تقلبات سعر الصرف والعوامل الموسمية المحلية .
وفي النهاية يشهد الذهب حاليًا دفعة صعودية قوية بفعل توقعات خفض الفائدة الأمريكية والطلب المؤسسي المستمر.
ويبقى الذهب ملاذًا آمنًا جذابًا ووسيلة فعالة لتنويع المحفظة الاستثمارية. يجب على المستثمرين النظر إلى المعدن الأصفر من منظور طويل الأجل، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر قصيرة المدى والمتابعة المستمرة لسياسات البنوك المركزية الرئيسية.
