الذهب يستقر قرب مستوى قياسي
تشهد أسواق الذهب العالمية حالة من الاستقرار عند مستويات قياسية، حيث تداولت الأونصة قرب 3,865 دولارًا يوم الخميس، بعد أن مستويات تاريخية عند 3,895 دولارًا في تعاملات يوم أمس الأربعاء.
يأتي هذا الصعود مدفوعًا بمزيج قوي من التوقعات باستمرار خفض أسعار الفائدة الأمريكية والطلب المتزايد على الملاذات الآمنة وسط حالة عدم اليقين التي أحدثها الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
المحركات الاقتصادية للصعود
بيانات التوظيف الضعيفة وتوقعات الفائدة
دعمت البيانات الاقتصادية الضعيفة التي صدرت مؤخرًا التوقعات بمواصلة الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة هذا العام، وهو ما يعزز بدوره جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا.
حيث تراجعت وظائف القطاع الخاص يوم أمس، المتمثلة في تقرير ADP بأن الاقتصاد الأمريكي فقد 32,000 وظيفة في سبتمبر، ليسجل أول انخفاض شهري متتالي منذ عام 2020 وأكبر تراجع منذ مارس 2023، مما يعكس هشاشة سوق العمل .
كما أدى الإغلاق الحكومي إلى تأجيل نشر تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر NFP، وهو أحد المؤشرات الرئيسية التي يعتمد عليها الفيدرالي في قراراته .
ومع هذه المؤشرات، يرى المتداولون احتمالية شبه مؤكدة لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر الحالي.
الإغلاق الحكومي والطلب على الملاذ الآمن
زاد الإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة من حدة المشاعر المحافظة بين المستثمرين، مما دفعهم نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب للحفاظ على القيمة في أوقات الاضطراب السياسي والمالي.
وأدى هذا الجمود الحزبي إلى إغلاق جزئي للحكومة، مما عرض آلاف الوظائف الفيدرالية للخطر.
وعلى الجانب الاخر فقد قررت المحكمة العليا بمنع الرئيس ترامب من إقالة ليزا كوك، عضوة الاحتياطي الفيدرالي، وقد يُخفف هذا المخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي واحتمال تعيين عضو آخر في مجلس الإدارة يميل إلى سياسة التيسير الكمي.
توقعات بوصول الذهب إلى 4000 دولار
في ظل هذه البيئة الداعمة، تتجه توقعات العديد من المحللين إلى استمرار الزخم الصعودي للمعدن النفيس.
هناك توقعات بأن ترتفع الأونصة لتصل إلى مستوى 4000 دولار قبل نهاية العام الجاري 2025.
