الذهب قرب أعلى مستوى قياسي، فما التوقعات القادمة ؟
لا يزال الذهب يحافظ على تداولاته بالقرب من أعلى مستوى قياسي له، مسجلاً حوالي 4330 دولاراً للأونصة يوم الثلاثاء، وذلك بعد أن حقق قمة جديدة يوم أمس بالقرب من مستويات 4381 دولار للأونصة.
وكان هذا الأداء القوي بسبب جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن آمن في أوقات عدم اليقين، بالإضافة إلى التوقعات المتزايدة بقيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.
محفزات الصعود
1- التوقعات بخفض أسعار الفائدة:
يولي المستثمرون اهتماماً بالغاً لتحركات الفيدرالي، حيث لا تزال الأسواق تُقيم بشكل كبير احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقرر لاحقاً هذا الشهر، مع توقع خفض آخر بحلول ديسمبر. تمثل أسعار الفائدة المنخفضة عاملاً محفزاً للذهب، حيث أنها تقلل من تكلفة الاحتفاظ به نظراً لأنه لا يدر عائداً، مما يزيد من بريقه الاستثماري.
2- عدم اليقين السياسي والإغلاق الحكومي:
يستمر الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية في تغذية حالة من عدم اليقين ويهز ثقة المستثمرين، مما يعزز الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب. على الرغم من تصريح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، بأن أزمة الإغلاق قد تُحل هذا الأسبوع، إلا أن الغموض لا يزال سيد الموقف.
3- السياق الجيوسياسي واللقاءات المرتقبة:
تضيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين طبقة أخرى من عدم اليقين.
في هذا الإطار، يُنتظر أن يلتقي وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بنائب رئيس الوزراء الصيني في ماليزيا هذا الأسبوع، تمهيداً للمحادثات المرتقبة بين الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ.
مثل هذه اللقاءات تظل تحت مجهر المستثمرين الذين يبحثون عن إشارات حول مستقبل العلاقات الاقتصادية بين العملاقين.
نقطة التركيز القادمة: بيانات التضخم
في خضم هذا المشهد، يتجه أنظار المستثمرين نحو تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر سبتمبر، والذي كان من المقرر صدوره سابقاً ولكن تأخر بسبب الإغلاق الحكومي، ومن المقرر الآن نشره يوم الجمعة المقبل.
سيوفر هذا التقرير رؤية حاسمة حول صحة الاقتصاد الأمريكي واتجاه التضخم، وهي بيانات بالغة الأهمية ستؤثر بشكل مباشر على قرارات الفيدرالي بشلة أسعار الفائدة، وبالتالي على مسار الذهب.
ويبدو المشهد الحالي مواتياً للذهب، حيث تجتمع عوامل الجذب كملاذ آمن مع توقعات سياسة نقدية أكثر تشجيعاً.
طالما استمرت هذه العوامل، فمن المرجح أن يحافظ المعدن الأصفر على زخمه القوي قرب مستوياته القياسية، مع احتمال استمرار الصعود إذا ما جاءت البيانات والتطورات السياسية داعمة.
والتوقعات تشير الى انه أي تصحيح هابط سيكون فرصة جيدة للشراء من مستويات أفضل.
التحليل الأسبوعي للذهب من هنا
