الذهب ينخفض إلى ما دون 4000 دولار أمريكي بفعل تفاؤل التجارة الأمريكية الصينية
انتعشت الآمال في الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء، مما دفع بأسعار الذهب للهبوط إلى ما دون المستوى النفسي البالغ 4000 دولار للأونصة، ليستقر حول 3930 دولاراً، في خطوة تعكس تحولاً ملحوظاً في شهية المستثمرين للمخاطرة على حساب أصول الملاذ الآمن.
الرياح المعاكسة للذهب: اتفاقية تجارية في الأفق
يكمن المحرك الرئيسي وراء هذا التراجع في الموجة التفاؤلية التي اجتاحت الأسواق، مع تعزيز التوقعات بقرب التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والصين.
فقد أجرى كبار المسؤولين الاقتصاديين من الجانبين محادثات مكثفة يوم الأحد لوضع الإطار النهائي لاتفاقية، من المتوقع أن يعلن الرئيسان "ترامب" و"شي" بشأنها لاحقاً هذا الأسبوع. هذا التفاؤل دفع المستثمرين للابتعاد تدريجياً عن الذهب، والاتجاه إلى أصول ذات عائد محتمل أعلى.
كما أدى الإعلان عن صفقات تجارية جديدة مع دول في جنوب شرق آسيـا خلال الجولة الآسيوية للرئيس ترامب، إلى تعزيز صورة الاقتصاد الأمريكي القوي، مما أضعف مؤقتاً الحاجة إلى التحوط بالمعدن الأصفر.
فرصة للتعافي؟ تراجع الدولار يمد ذراع الأمل
رغم الضغوط، تظهر بارقة أمل للذهب من اتجاه آخر وهي تراجع الدولار الأمريكي.
فضعف العملة الخضراء يجعل شراء الذهب مقوماً بالعملات الأخرى أقل تكلفة، مما قد ينعش الطلب عليه ويدعم محاولات تعافيه في الجلسات القادمة، خاصة مع وجود مشترين يتطلعون إلى دخول السوق عند هذه المستويات المنخفضة نسبياً.
محطات حاسمة على طريق التعافي: البنوك المركزية في الميدان
لا يزال المشهد النقدي العالمي يحمل في طياته عوامل دعم محتملة للذهب.
فالأنظار تتجه بلهفة نحو اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي غداً الأربعاء، حيث يتوقع السوق على نطاق واسع خفضاً لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
هذا التخفيض، إذا ما حصل، سيجعل الذهب، وهو أصل لا يدر عائدا، أكثر جاذبية.
كما سيراقب المستثمرون عن كثب أي تلميحات من رئيس "الفيدرالي" جيروم باول حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية، خاصة بعد بيانات التضخم المخيبة للتوقعات الأسبوع الماضي.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يحافظ كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان على سياساتهما التيسيرية هذا الأسبوع، مما يحافظ على بيئة من السيولة العالمية التي يمكن أن تدعم الذهب على المدى الطويل.
