الذهب يختتم 2025 عند 4531 دولاراً، وارتفاع تاريخي للفضة يتجاوز 75 دولاراً
استقبلت الأسواق العالمية نهاية عام 2025 بارتفاع تاريخي وغير مسبوق في أسعار المعادن النفيسة، حيث تجاوز سعر الذهب حاجز 4500 دولاراً للأونصة، بينما قفزت الفضة إلى ما فوق 75 دولاراً مسجلة أعلى مستوى لها في التاريخ.
جاء هذا الأداء الاستثنائي مدفوعاً بمزيج قوي من توقعات السيولة النقدية وضعف الدولار الأمريكي والتوترات الجيوسياسية، ليختتم الذهب أقوى أداء سنوي له منذ عام 1979 بمكاسب تقارب 70% منذ بداية العام، متفوقاً على معظم فئات الأصول التقليدية.
أداء استثنائي في الجلسة الختامية
في تعاملات يوم الجمعة 26 ديسمبر 2025، سجلت أسعار المعادن النفيسة مكاسب قوية مدعومة بانخفاض السيولة في نهاية العام وزخم مضاربي قوي:
- الذهب:
ارتفع السعر الفوري للذهب بنسبة 1.2% وصولًا الى مستويات 4531 دولاراً للأونصة.
كما صعدت العقود الآجلة لتسليم فبراير 2026 لتصل إلى 4544.30 دولاراً.
- الفضة:
تفوقت الفضة على الذهب بأدائها، حيث قفزت الأسعار الفورية بنسبة 4.5% لتصل اليوم الى مستويات 75.14 دولاراً للأونصة، مسجلة أعلى مستوى في تاريخها.
- معادن أخرى:
انضم البلاتين والبلاديوم إلى موجة الصعود، حيث ارتفع البلاتين بنسبة قوية بلغت 7.92%..
محركات الصعود التاريخي: لماذا قفزت الأسعار؟
لم يأتِ هذا الصدفة، بل كان نتاج تضافر عدة عوامل رئيسية شكلت بيئة مثالية لصعود المعادن النفيسة:
1- التوقعات بسيولة نقدية مستمرة
يعد توقع استمرار التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي العامل الأهم.
مع توقعات خفضين لأسعار الفائدة خلال عام 2026، تتراجع التكلفة البديلة لحمل الأصول غير المدرة للدخل مثل الذهب والفضة، مما يزيد من جاذبيتها.
وقد عزز من هذه التوقعات الحديث عن احتمال تعيين رئيس جديد للفيدرالي بحلول يناير 2026.
2- التوترات الجيوسياسية واللجوء للملاذ الآمن
أجبرت تصاعد التوترات في أكثر من منطقة في العالم المستثمرين على البحث عن ملاذات آمنة لحفظ القيمة.
وقد سلطت الأضواء مؤخراً على التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، حيث أعلن عن "حصار" للنفط الفنزويلي، بالإضافة إلى التطورات في نيجيريا والشرق الأوسط.
في مثل هذه الأجواء، يزداد الطلب التقليدي على الذهب كحصن منيع ضد عدم اليقين.
3- ضعف الدولار الأمريكي
تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى في شهرين، مما وفر دعامة إضافية لأسعار الذهب والفضة المقومة بالدولار.
فضعف العملة الأمريكية يجعل شراء المعدنين أرخص بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، مما يعزز الطلب العالمي عليهما.
4- طلب مؤسسي قوي ومستمر
شهد عام 2025 شراءاً مكثفاً من قبل البنوك المركزية العالمية سعياً لتنويع احتياطياتها، بالإضافة إلى تدفقات قياسية إلى الصناديق المتداولة (ETFs) المدعومة بالمعادن النفيسة.
وقد سجلت الحيازات في أكبر صندوق ذهب متداول في العالم زيادة بأكثر من الخمس منذ بداية العام.
الأهداف والمستويات المتوقعة للذهب في 2026
- المستوى النفسي 5000 دولار: يرى العديد من المحللين أن 5000 دولار للأونصة أصبح هدفاً واقعياً للذهب في 2026، خاصة مع استمرار العوامل الداعمة الحالية، وتشير بعض التوقعات إلى إمكانية بلوغ هذا المستوى في النصف الأول من العام.
- مستويات الدعم الحرجة: في حال حدوث أي تصحيح، فإن مناطق الدعم الرئيسية التي يجب مراقبتها تتركز حول 4380-4316 دولاراً (عند متوسطي 50 و200 يوم)، ثم منطقة 4040 دولاراً.
نظرة على الفضة
يتوقع المحللون استمرار ديناميكية العرض والطلب الإيجابية للفضة.
وتشير بعض التوقعات إلى إمكانية وصول سعر الفضة إلى 90 دولاراً للأونصة، مستفيدة من الزخم المضاربي وأساسيات السوق القوية، على الرغم من احتمالية التقلبات بسبب صغر حجم السوق.
وفي النهاية يختتم الذهب والفضة عاماً استثنائياً، مؤكدين دورهما التاريخي كملاذ آمن ومخزن للقيمة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.
بينما تلوح في الأفق أهداف جديدة وصاعدة لعام 2026، يذكرنا المؤشر الفني والتاريخ بأن الاتجاهات القوية قد تشهد تقلبات عنيفة.
لذا، سواء كان المستثمر طويل الأجل الذي يرى في هذه المعادن حجر أساس للتحوط، أو متداولاً قصير الأجل يبحث عن فرص في تقلبات السوق، فإن إدارة المخاطر وفهم المحركات الأساسية تظلان مفتاحي النجاح في هذا السوق اللامع والمتقلب.
