النفط يتجه لمكاسب أسبوعية، والتوترات الجيوسياسية تعوض مخاطر فائض العرض
تشهد أسعار النفط استقرارًا عند مستويات مرتفعة قرب 63 دولارًا للبرميل، متجهة نحو تحقيق مكاسب أسبوعية مدفوعة بالمخاطر الجيوسياسية المتصاعدة في شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية.
تتجه أسعار النفط العالمية نحو تسجيل مكاسب أسبوعية، وذلك في أعقاب تصاعد المخاطر الجيوسياسية التي تهيمن حالياً على المشهد، وتعمل كعامل رئيسي داعم يُعوّض ضغوط فائض المعروض المتوقعة.
المخاطر الجيوسياسية
يقف وراء هذا الصعود عاملان جيوسياسيان رئيسيان:
- تجمّد آفاق السلام في أوكرانيا: حيث تبدو احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في المدى القصير ضعيفة، مما يطيل أمد حالة عدم اليقين التي تعطل التدفقات الإمدادية وتُبقي على علاوة المخاطرة في الأسعار.
- تصاعد التوترات مع فنزويلا: يساهم تزايد المواجهات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا، وهي دولة تمتلك احتياطيات نفطية ضخمة، في تعطيل مسارات الإمداد ويزيد من مخاطر اضطراب السوق.
الأرقام والمستويات الحالية
في ظل هذه الأجواء، يستقر خام برنت عند مستوى 63.00 دولار للبرميل، مسجلاً ارتفاعاً أسبوعياً بنسبة 1.5%.
بينما يتداول خام غرب تكساس الوسيط (WTI) حول 59.20 دولار للبرميل، محققاً مكاسب أسبوعية تقارب 1.8%.
التحدي القادم: موازنة فائض العرض
على الرغم من رياح الجيوسياسية الدافعة، لا تزال أسواق النفط تواجه تحدياً أساسياً يتمثل في فائض المعروض الذي تشكل خلال الربع الرابع من عام 2025، ومن المتوقع أن يمتد تأثيره إلى العام الجديد 2026.
ومع ذلك، تُظهر قوة "علاوة المخاطر" الحالية قدرتها، حتى الآن، على موازنة هذا الضغط الهيكلي.
ترقب مؤشر التضخم الأمريكي
في سياق متصل، يترقب المتداولون اليوم صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) الأمريكي، وهو المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم.
ستؤثر هذه القراءة بشكل كبير على توقعات السياسة النقدية العالمية وقوة الدولار، مما قد ينعكس بدوره على طلب المستثمرين على السلع الأساسية ومنها النفط.
وفي النهاية تنجح التوترات الجيوسياسية الحالية بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وفنزويلا في دعم أسعار النفط وتحفيز مكاسب أسبوعية، رغم مخاوف فائض العرض.
يبقى الأداء الفوري مرتبطاً بتطور هذه الأحداث، إلى جانب قراءة مؤشر التضخم الأمريكي الذي سيحدد إطار القوة النسبية للدولار.
