الذهب يسجل مستويات قياسية مدعوماً بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
واصلت أسعار الذهب مسيرتها الصاعدة لتسجّل مستوى تاريخياً جديداً اليوم، متجاوزة حاجز 3819 دولاراً للأونصة، في ظلّ طلب قوي من المستثمرين الذين يتوقعون تحولاً في السياسة النقدية للولايات المتحدة.
الاتجاه الإيجابي: أكثر من مجرد موجة عابرة
يبدو أن ارتفاع أسعار المعدن الأصفر وغيره من المعادن النفيسة ليس مجرد حركة تداول مؤقتة، بل يعكس اتجاهاً صاعداً قوياً تدعمه عاملان رئيسيان:
توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية: عززت بيانات تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي الصادرة يوم الجمعة ثقة المستثمرين في أن مسار التضخم يتجه نحو الهدوء، مما يزيد من احتمالية أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) في تخفيف سياسته النقدية لاحقاً هذا العام.
ضعف الدولار الأمريكي: يؤدي تراجع احتمالات رفع الفائدة إلى إضعاف سعر الدولار، مما يجعل شراء الذهب (المقوم بالدولار) أقل تكلفة للمستثمرين من العملات الأخرى، ويعزز الطلب عليه.
توقعات السوق: احتمالات بنسبة 90% لخفض في أكتوبر
تتجه أنظار السوق بقوة نحو اجتماع البنك المركزي الأمريكي في أكتوبر القادم، حيث تُقدّر الأسواق المالية احتمال خفض أسعار الفائدة في ذلك الشهر بنسبة 90%، بينما ترتفع هذه النسبة إلى حوالي 65% لحدوث خفض إضافي في ديسمبر.
مخاطر متوقعة
على الرغم من الصورة الإيجابية، فإن هناك عواصف محتملة في الأفق يراقبها المستثمرون عن كثب:
خطر إغلاق الحكومة الأمريكية: قد تؤدي التوترات السياسية إلى إغلاق جزئي للحكومة، مما سيؤخر إصدار بيانات اقتصادية حاسمة، أبرزها تقرير سوق العمل. هذا التعتيم الإحصائي قد يُعقّد عملية اتخاذ القرار لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ويضيف جرعة من عدم اليقين.
التجارة والسياسة: أضاف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عنصراً جديداً من عدم الاستقرار بإعلانه عن جولة جديدة من الرسوم الجمركية تستهدف مجموعة من الواردات مثل الأدوية والشاحنات والأثاث، والمقرر أن تدخل حيز التنفيذ في أول أكتوبر.
هذه الخطوة تزيد من حدة التوترات التجارية وتُربك التوقعات الاقتصادية العالمية.
