
كان من المفترض أن يكون توقعات تراجع الدولار الامريكي هذا العام، ومع ذلك لم يتجلى ذلك فعليًا إلا في الشهرين الأخيرين من العام. وذلك بعد أن أخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الوقت حتى يقتنعوا حقًا بعملية تباطؤ التضخم.
ومع الطريقة العدوانية لتسعير تخفيضات أسعار الفائدة منذ نوفمبر ، فقد أدى ذلك إلى انخفاض الدولار بنسبة لا بأس بها بعد صعودة القوي في الجزء الأكبر من عام 2023
حيث انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية إلى أدنى مستوى جديد له في خمسة أشهر عند 100.70 وقت كتابة هذا التقرير ويتجه المؤشر نحو الانخفاض بنسبة 2.6% هذا العام، لينهي بذلك. عامين متتاليين المكاسب القوية
وفيما يلي لمحة سريعة عن أداء العملات الرئيسية مقابل الدولار لهذا العام
فيعتبر الين الياباني بالطبع هو الاستثناء بارتفاع الدولار مقابل الين بنسبة قوية حتى الان تتجاوز 8.5% خصوصاً بعد خيبات الامل الكثيرة والمتكررة من قبل بنك اليابان ونظراً لاختلاف السياسة النقدية لكلا البنكين بشكل كبير والذي حتى الان يعتبر في صالح الفيدرالي الامريكي.
على العكس فان العملات الأوروبية هي التي تستفيد استفادة كاملة من تراجع الدولار.
ويأتي ذلك على الرغم من حقيقة أن الأسواق تشهد أيضًا تخفيضات أسرع في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا مع اقتراب العام المقبل. والفرق هو أنه ربما لا تكون رواية انخفاض التضخم سائدة كما هي الحال في الولايات المتحدة، مما يجعل الإدانة بتخفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي أقوى بكثير.
وذلك خاصةً بعد التغيير في اللغة من قبل رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول في الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لهذا العام وأيضًا من توقعات النقاط.
والسؤال هنا هل يستمر إذن انخفاض قيمة الدولار، كما رأينا في الشهرين الماضيين، خلال العام الجديد؟ وهل ستكون هذه هي القصة الرئيسية في التداول لعام 2024؟
في الوقت الحالي يبدو أن عملية تقليص التضخم ستستمر دون انقطاع، وهذا يساعد على تحفيز التداولات المحفوفة بالمخاطر أيضًا. بمعنى آخر، حيث يختار المتداولون الآن بيع الدولار وشراء كل شيء آخر.
والشيء الرئيسي التالي الذي يجب مراقبته هو كيفية أداء الاقتصاد العالمي.
وفي الوقت الحالي فإن حقيقة أن الهبوط الناعم هو السيناريو المحتمل يساعد أيضًا في تخفيف التشائم على الأصول الخطرة. وبشكل غير مباشر، يعد هذا بمثابة رياح معاكسة للدولار في حد ذاته.
ولكن إذا كانت هناك مخاوف متزايدة من أن الهبوط الناعم قد يتحول إلى شيء أسوأ، فقد يساعد ذلك في تغيير الأمور بالنسبة للدولار، وأيضاً تحولات كبيرة بالنسبة لصعود الأسهم والمؤشرات.
في الوقت الحالي من المهم أن ندرك أن الأسواق تتعامل كما لو أن تراجع الدولار سيكون هو الموضوع الرئيسي في التداول العام المقبل. ويتجلى ذلك من خلال تسعير أسعار الفائدة والبنوك المركزية في الأسابيع القليلة الماضية، وأي تغيير او مفاجأة في هذه الرواية قد يقلب الطاول بقوة كبيرة جدًا لصالح الدولار الأمريكي.