الكرة الان في ملعب ايران، فما المنتظر
في عالم ملئ بعدم اليقين، يبدو أن دونالد ترامب عازم على جر الولايات المتحدة إلى صراع جديد في الشرق الأوسط، هذه المرة مع إيران.
ما أثار الاستغراب هو إعلان ترامب عن هجوم على دولة ذات سيادة عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، في سابقة غير مألوفة في الدبلوماسية الدولية.
بين الخطاب والممارسة
رغم تأكيد الإدارة الأمريكية أنها لا تسعى للحرب ولا تستهدف تغيير النظام في طهران، فإن تغريدات ترامب الأخيرة تتناقض مع هذا الخطاب الرسمي، مما يزيد من حدة التكهنات حول نوايا الولايات المتحدة الحقيقية.
وفي المقابل، ام ترد إيران حتى الآن عن الرد على الهجوم الأمريكي، رغم موافقة برلمانها على خطوة قد تكون أكثر جرأة، وهي إغلاق مضيق هرمز.
لكن القرار النهائي يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، مما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالات متعددة.
تداعيات السوق: النفط والدولار
لم تكن الأسواق المالية بعيدة عن هذه التطورات، فقد ارتفع الدولار الأمريكي بشكل طفيف مدفوعًا بارتفاع أسعار النفط جراء التوترات الأخيرة، وليس بسبب مكانته كملاذ آمن، حيث قفزت أسعار النفط بنسبة 2%، لكنها لم تصل إلى مستوياتها القياسية المسجلة قبل أشهر، خاصة في ظل قدرة أوبك على ضخ إمدادات إضافية إذا لزم الأمر.
في المقابل، تراجعت العقود الآجلة لأسهم وول ستريت والأسواق الأوروبية، بينما شهدت عائدات سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعًا طفيفًا، مما يشير إلى عدم لجوء المستثمرين إلى الملاذات الآمنة التقليدية بشكل كبير.
لكن التهديد الأكبر يكمن في ارتفاع تكاليف الطاقة، الذي قد يزيد الضغوط التضخمية في اقتصاد أمريكي يعاني بالفعل من تأثيرات الرسوم الجمركية.
تحديات الاحتياطي الفيدرالي
يستعد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لمواجهة أسئلة صعبة خلال جلسة استماع أمام الكونجرس هذا الأسبوع، لا سيما حول تداعيات التصعيد مع إيران على الاقتصاد الأمريكي، وكذلك حول التهديدات العلنية لترامب بإقالته.
كما سيكون التركيز على كيفية تعامل البنك المركزي مع المطالبات المفاجئة لخفض أسعار الفائدة، في وقت لا يزال فيه أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة حذرين.
وتشير توقعات السوق حاليًا إلى احتمال بنسبة 70% لخفض الفائدة في سبتمبر، مقابل 16% فقط في يوليو المقبل، مما يعكس حالة الانتظار التي يعيشها المستثمرون.
ما الذي ينتظر الأسواق اليوم؟
البيانات الرئيسية التي قد تؤثر على الأسواق اليوم الاثنين
- بيانات مؤشرات مديري المشتريات في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لقياس صحة الاقتصادات الأوروبية.
- كلمة رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، والتي قد تقدم تلميحات حول سياسة البنك في ظل الأزمات المتعددة.
- ظهور عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك نائب الرئيس ريتشارد كلاريدا، الذي قد يقدم رؤى حول مسار السياسة النقدية.
في النهاية، بينما يأمل السوق ألا يتصاعد الموقف، تبقى إيران أمام خيارات صعبة: الرد على الضربة الأمريكية قد يفتح الباب أمام مواجهة أوسع، بينما الامتناع عن الرد قد يُفسر على أنه ضعف.
الكرة الآن في ملعب طهران، والقرار التالي قد يُشكل مصير المنطقة بأكملها.
