هل ستتجاوز أسعار الذهب 5000 دولار للأونصة في عام 2026؟
هل ستواصل أسعار الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة في عام 2026؟
سجل الذهب رقماً قياسياً جديداً مع نهاية تداولات العام، حيث اخترقت أسعار الذهب حاجز 4500 دولار للأونصة، مسجلةً ارتفاعاً بأكثر من 70% منذ بداية العام (وهو أقوى أداء لها منذ عام 1979).
ويُنهي الذهب عام 2025 عند أعلى مستوياته على الإطلاق، ومن المتوقع أن يستمر هذا الزخم في عام 2026.
والتوقعات تشير انه يجب الاستعداد لمستويات أعلى في عام 2026، حيث يتوقع بعض المحللين ان يخترق الذهب مستويات 5000 دولار ويصل بنهاية عام 2026 إلى مستويات قريبة من 6000 دولار للأونصة.
ومع ذلك، ورغم تسجيل الذهب مستويات قياسية متعددة هذا العام وتجاوزه توقعاتنا لعام 2025 ويمكنك رئية توقعاتنا السابقة من هنا
إلا أن العوامل الدافعة لارتفاعه لا تزال موجود وتتزايد بوتيرة مثيرة للإعجاب، ومن الواضح تمامًا زخم الذهب، وأموال صناديق المؤشرات المتداولة تؤكد ذلك بوضوح.
حيث تُظهر بيانات مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب المادي سجلت تدفقات شهرية متتالية للذهب في نوفمبر، بلغت 5.2 مليار دولار، وهو رقم مثير للدهشة.
وقد أشار مجلس الذهب العالمي إلى أن إجمالي أصول صناديق الاستثمار المتداولة بلغ رقمًا قياسيًا قدره 530 مليار دولار، مع قفزة هائلة في الحيازات إلى 3932 طنًا، وهو أعلى مستوى لها مع نهاية الشهر الماضي.
أيضًا تشمل عوامل صعود الذهب الطلب على الملاذ الآمن نتيجة التوترات الجيوسياسية والتجارية، وتسعير الأسواق لأسعار الفائدة الأمريكية المنخفضة، وعمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية.
حيث قامت البنوك المركزية بشراء 220 طنًا في الربع الثالث و634 طنًا منذ بداية العام حتى نهاية الربع الثالث.
ويُفسر هذا المزيج الرائع استمرار ارتفاع أسعار الذهب حتى عام 2026.
ما هي توقعات البنوك العالمية لأسعار الذهب خلال عام 2026
- غولدمان ساكس: 4900 دولار للأونصة بحلول ديسمبر 2026
- جيه بي مورغان: ارتفاع سعر الذهب نحو 5000 دولار، بمتوسط 5055 دولار للأونصة بحلول الربع الأخير من عام 2026
- بنك أوف أمريكا: توقعات بوصول سعر الذهب إلى 5000 دولار للأونصة في عام 2026
- مورغان ستانلي: يتوقع وصول سعر الذهب إلى 4500 دولار للأونصة بحلول منتصف عام 2026 (مع مكاسب بطيئة بعد ذلك)
- يارديني للأبحاث: يتوقع ان يصل سعر الذهب الى 6000 دولار للأونصة في عام 2026، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة تقارب 20% مقارنةً بتوقعات البنوك الكبرى الأكثر تفاؤلاً.
ما هي أسباب هذه التوقعات الصاعدة للذهب
- الطلب المتزايد من الصين ومجتمع العملات الرقمية
- حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية والطلب القوي من صناديق المؤشرات المتداولة والبنوك المركزية
- ضعف الدولار
- انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية
- الغموض الاقتصادي والجيوسياسي
ومن المتوقع أيضًا أن يستمر طلب المستثمرين في النمو انطلاقًا من القوة التي شهدها عام 2025، وقد ساهمت جميع هذه العوامل في هذا الارتفاع الحالي.

نظرة على الفضة
يتوقع المحللون استمرار ديناميكية العرض والطلب الإيجابية للفضة، حيث تشير بعض التوقعات إلى إمكانية وصول سعر الفضة إلى 100 دولاراً للأونصة في ظل اقترابها من مستويات 80 دولار للأونصة مع نهاية عام 2025، مستفيدة من الزخم المضاربي وأساسيات السوق القوية، على الرغم من احتمالية التقلبات بسبب صغر حجم السوق.
وأهم عوامل صعود الفضة هي :
- أزمة معروض حادة: حيث يواجه سوق الفضة عجزاً مستمراً، يُنتج ما يقرب من 25 ألف طن من الفضة عالمياً كل عام، يأتي معظمها كلاحق (منتج ثانوي) من تعدين معادن أخرى كالنحاس والرصاص.
جعلت هذه الطبيعة استجابة العرض بطيئة حتى مع ارتفاع الأسعار، وتفاقمت الأزمة بسبب انخفاض المخزونات في مراكز التخزين العالمية الرئيسية مثل لندن.
- الطلب الصناعي غير المسبوق: يختلف المشهد الحالي جذرياً عن ثمانينيات القرن الماضي بسبب الطلب الهائل من القطاعات التكنولوجية الحديثة،حيث تُستخدم الفضة بشكل مكثف في:
- الألواح الشمسية (الطاقة الشمسية).
- المركبات الكهربائية (حيث قد يصل استخدامها إلى كيلوغرام للسيارة الواحدة مع تطور البطاريات).
- مكونات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات.
- العوامل الجيوسياسية والتجارية: تُفاقم التوترات التجارية وارتفاع التعريفات الجمركية من حساسية سلاسل الإمداد، حيث تدفع هذه المخاوف المستوردين للإسراع في الشحنات، مما يزيد الضغط على المخزونات المتاحة.
وأخيرًا أختتم الذهب والفضة عاماً استثنائياً، مؤكدين دورهما التاريخي كملاذ آمن ومخزن للقيمة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.
بينما تلوح في الأفق أهداف جديدة وصاعدة لعام 2026، يذكرنا المؤشر الفني والتاريخ بأن الاتجاهات القوية قد تشهد تقلبات عنيفة.
لذا، سواء كان المستثمر طويل الأجل الذي يرى في هذه المعادن حجر أساس للتحوط، أو متداولاً قصير الأجل يبحث عن فرص في تقلبات السوق، فإن إدارة المخاطر وفهم المحركات الأساسية تظلان مفتاحي النجاح في هذا السوق اللامع والمتقلب.
