الذهب يتجاوز حاجز 4000 دولار للأونصة: إلى أين يتجه بعد هذا الصعود التاريخي؟

الذهب يتجاوز 4000 دولار، ماذا بعد؟

سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً قياسياً جديداً يوم الأربعاء، بعدما تجاوز المعدن النفيس مستوى 4000 دولار للأونصة كما ذكرنا هنا ليصل إلى 4036 دولاراً، في ظل تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي والسياسي العالمي.

ضبابية المشهد الاقتصادي الأمريكي

تأتي هذه القفزة وسط إغلاق حكومي أمريكي دخل أسبوعه الثاني، مما أدى إلى تأجيل صدور بيانات اقتصادية مهمة، وبالتالي صعوبة تقييم الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة.

ورغم هذه الأجواء الغامضة، لا يزال المستثمرون يتوقعون خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في كل من أكتوبر وديسمبر المقبلين، ما يعزز جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد التضخم وتراجع العوائد.

 

توترات عالمية تغذي الطلب على الذهب

وتُضاف إلى العوامل المحفزة للطلب على الذهب الاضطرابات السياسية في فرنسا والتغييرات الأخيرة في القيادة اليابانية، ما يضاعف من حالة القلق في الأسواق العالمية.

وقد أرتفعت أسعار الذهب بأكثر من 50% منذ بداية العام، مدفوعة بتزايد التوترات الجيوسياسية والتجارية وضعف الدولار الأمريكي.

 

البنوك المركزية تواصل الشراء

ورغم الأسعار القياسية، تواصل البنوك المركزية تعزيز احتياطاتها من الذهب، إذ واصل بنك الشعب الصيني شراء المعدن النفيس للشهر الحادي عشر على التوالي خلال سبتمبر، في إشارة إلى استمرار الثقة في الذهب كأصل استراتيجي طويل الأمد.

كما ساهم خفض الفائدة الأخير من مجلس الاحتياطي الفيدرالي في زيادة التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب  (ETFs).

 

مستقبل الذهب: أين يتجه السعر من هنا؟

ورغم الزخم القوي الذي يشهده المعدن الأصفر، قد تشهد الأسعار بعض التصحيحات المؤقتة نتيجة عمليات جني أرباح من قبل المستثمرين، إلا أن الاتجاه العام لا يزال صاعد وبقوة، في ظل القوة المفرطة للسوق وغياب مؤشرات حقيقية على التهدئة في المدى القريب.

كما رفع بنك غولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب في ديسمبر 2026 من 4300 دولار للأوقية إلى 4900 دولار، مشيراً إلى التدفقات القوية من صناديق الاستثمار المتداولة الغربية وعمليات شراء البنوك المركزية.

 

هل يستمر الزخم؟

ما نراه الآن هو أن المستثمرين يشترون الذهب، على الرغم من ارتفاع السعر، مما يزيد من قوة تحركه.

فالخوف من تفويت الفرصة يدقع بالسوق إلى مناطق جديدة غير مسبوقة.

الذهب يقف عند مفترق طرق تاريخي، حيث تجتمع عوامل اقتصادية ومالية وجيوسياسية استثنائية لتدعم مسيرته الصاعدة. وفي حين أن المستوى 4000 دولار يمثل إنجازاً تاريخياً، فإنه قد يكون مجرد محطة في رحلة أكبر نحو 5000 دولار، خاصة مع استمرار بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، والطلب الهيكلي القوي من البنوك المركزية والمستثمرين المؤسسيين.