ما الذي ينتظره الدولار هذا الأسبوع؟
يدخل الدولار الأمريكي أسبوعًا حاسمًا مع ترقب الأسواق لعدد من البيانات الاقتصادية المهمة وقرار الفيدرالي حول أسعار الفائدة. فمن المنتظر صدور مبيعات التجزئة لشهر أغسطس، بجانب بيانات الإسكان وتصاريح البناء، إضافة إلى مطالبات البطالة الأسبوعية. كل هذه الأرقام تأتي في نفس الأسبوع الذي سيعلن فيه الاحتياطي الفيدرالي قراره بشأن الفائدة، وهو ما يضاعف حساسية السوق لأي مفاجآت في النتائج. هذا التداخل يجعل حركة الدولار مرتبطة بشكل مباشر بمزيج ما بين بيانات النمو والتوظيف من جهة، وتوجهات الفيدرالي من جهة أخرى. وبالتالي فإن أي انحراف عن التوقعات سواء في البيانات أو في قرار الفائدة قد يطلق موجة قوية من التذبذب في أسواق العملات والسندات والسلع.
الفائدة وتصريحات باول وتأثيرها على الأسواق
رغم أن التوقعات تشير إلى خفض محدود في أسعار الفائدة، إلا أن الأثر الأكبر سيتحدد من خلال تصريحات جيروم باول عقب الاجتماع وتحديث توقعات الفيدرالي للفترة القادمة. إذا جاءت تصريحات باول بلهجة متساهلة وأشارت إلى خفض إضافي محتمل، فقد يتعرض الدولار لضغوط بيعية ملحوظة، خاصة مع هبوط عوائد السندات. أما إذا ركّز على قوة الإنفاق الاستهلاكي أو استقرار سوق العمل وأبقى الباب مفتوحًا أمام تشديد محدود، فقد يحد ذلك من خسائر الدولار بل ويدعمه في المدى القصير. تزامن هذه القرارات مع صدور بيانات اقتصادية رئيسية يزيد من قوة رد الفعل في الأسواق، ويجعل العلاقة بين الدولار والعوائد وثيقة الارتباط، ما يرفع من وتيرة التقلبات خلال هذا الأسبوع.
ترامب وعلاقته بالمشهد الاقتصادي
لا يقتصر المشهد على السياسة النقدية وحدها، إذ يظل العامل السياسي حاضرًا من خلال تصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب وانتقاداته المستمرة لسياسات جيروم باول. هذه المواقف تثير جدلًا حول استقلالية الفيدرالي وتضيف طبقة إضافية من عدم اليقين إلى الأسواق. في حال جاءت تصريحات ترامب حادة في توقيت حساس، فقد يزيد ذلك من تقلبات السوق ويؤثر على معنويات المستثمرين، خاصة إذا تزامن مع بيانات ضعيفة أو إشارات مترددة من باول. مثل هذا التداخل بين السياسة والاقتصاد قد يجعل الأسواق أكثر حساسية لأي خبر أو تصريح، ويدفع المستثمرين للتحرك نحو الملاذات الآمنة أو إعادة توزيع محافظهم الاستثمارية بسرعة. وبذلك يبقى الدولار في بؤرة الاهتمام، ليس فقط بسبب البيانات الاقتصادية والفائدة، ولكن أيضًا بسبب المناخ السياسي المحيط بالقرار.
