تعافي الدولار مع تركيز الأسواق على مفاوضات لندن
شهد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) انتعاشًا ملحوظًا اليوم الثلاثاء، صاعدًا فوق مستوى 99.20 نقطة ليعوض خسائره في الجلسة السابقة، وذلك مع تركيز المستثمرين على الجولة الجديدة من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي تُعقد في لندن.
وقد اجتمع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت ومسؤولون كبار آخرون مع نظرائهم الصينيين يوم الاثنين لمناقشة قضايا حساسة مثل شحنات المعادن النادرة وقيود التصدير، مع توقعات بإجراء المزيد من المحادثات اليوم الثلاثاء.
عوامل دعم الدولار
- تفاؤل الأسواق بتهدئة التوترات التجارية
تسود توقعات في الأسواق بإمكانية التوصل إلى هدنة جمركية بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما ساهم في دعم الدولار الذي واجه ضغوطًا كبيرة هذا العام بسبب السياسات التجارية للرئيس دونالد ترامب التي أضعفت ثقة المستثمرين في الأصول الأمريكية، وبالرغم من عدم وجود تفاصيل مؤكدة حتى الآن سوى بعض التعليقات الإيجابية من ترامب والمفاوضين الأمريكيين، إلا أن الأسواق تتوقع بعض التنازلات الإضافية ووعدًا بجولة أخرى من المفاوضات قريبًا.
- أداء قوي أمام العملات الرئيسية
سجل الدولار الأمريكي مكاسب واسعة النطاق، حيث حقق أكبر الارتفاعات مقابل الين الياباني واليورو والجنيه الإسترليني.
تحديات أمام مسار الدولار
- ترقب بيانات التضخم الأمريكية
تترقب الأسواق عن كثب تقارير مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين المقرر صدورها لاحقًا هذا الأسبوع، والتي من المتوقع أن تقدم رؤى جديدة حول مسار التضخم.
ويحظى تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي الذي سيصدر غدًا بأهمية خاصة، حيث قد يكون له تأثير كبير على الأسواق قبل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقرر الأسبوع المقبل.
- ضغوط سياسة ترامب التجارية
ما زالت سياسات الرئيس ترامب التجارية تشكل عبئًا على الدولار، حيث أدت إلى إضعاف ثقة المستثمرين في الأصول الأمريكية على مدار العام.
كما أن التوقعات ببدء الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة لاحقًا هذا العام (ربما في أكتوبر) تمثل عامل ضغط إضافيًا على العملة الأمريكية.
وفي النهاية يشهد الدولار الأمريكي انتعاشًا مؤقتًا مدفوعًا بتفاؤل الأسواق حيال المحادثات التجارية الأمريكية الصينية، لكن مساره المستقبلي لا يزال يعتمد على عدة عوامل رئيسية:
- نتائج مفاوضات لندن التجارية.
- بيانات التضخم الأمريكية المقررة هذا الأسبوع.
- توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
- التطورات في المشهد التجاري العالمي.
حيث يبقى المؤشر عرضة لتقلبات حادة في الفترة المقبلة مع تركيز المستثمرين على هذه المحفزات الأساسية.
