باول تحت التهديد ومجلس الشيوخ في الصورة
في خطوة قد تُعيد رسم ملامح السياسة النقدية الأميركية، يخطط الرئيس دونالد ترامب لترشيح عضو جديد بمجلس الاحتياطي الفيدرالي قبل نهاية الأسبوع، خلفًا لأدريانا كوغلر، التي أعلنت مغادرتها المفاجئة للمجلس للعودة إلى العمل الأكاديمي. المثير أن ترامب لا ينوي فقط ملء المقعد الشاغر، بل يسعى إلى ترقية نفس الشخص ليحل محل رئيس الفيدرالي الحالي، جيروم باول، عندما تنتهي ولايته في مايو المقبل. هذا التحرك يتطلب تصديق مجلس الشيوخ مرتين؛ الأولى لتثبيت العضوية، والثانية لترؤس الفيدرالي، وهو ما قد يضع ترامب في موقع قوة داخل أكثر مؤسسات الاقتصاد تأثيرًا.
حسابات ترامب: شخص واحد... هدفان
ترامب صرّح بأن ترشيح شخص واحد لهذا المنصب يُمكن أن يخدم هدفين استراتيجيين: ملء المقعد الشاغر فورًا، ثم تهيئته خلال الأشهر القادمة لقيادة البنك المركزي الأميركي مستقبلاً. بحسب تصريحاته، قائمة المرشحين تضيق، وتشمل وجوهًا مثل كيفن هاسيت، وكيفن وارش، بينما تم استبعاد وزير الخزانة سكوت بيسنت الذي فضّل البقاء في منصبه الحالي. هذه الخطوة ليست مجرد تعيين إداري، بل مناورة محسوبة تمنح ترامب شخصًا "يحضر من الآن اجتماعات السياسة النقدية" ويبدأ التأثير من الداخل مبكرًا.
انتقادات لباول وسيناريوهات الفائدة
لم يخفِ ترامب غضبه من جيروم باول، واتهمه بالتقاعس عن خفض أسعار الفائدة رغم تباطؤ النمو وضعف سوق العمل. وبينما يصر مسؤولو الفيدرالي على أن التضخم لا يزال أعلى من المستوى المستهدف، يرى ترامب أن السياسات الحالية تفتقر للمرونة. في السياق نفسه، أقال ترامب مفوضة مكتب الإحصاءات إريكا ماكينتارفر بعد صدور بيانات اعتبرها "غير دقيقة"، وهو ما يؤكد تصاعد الضغط السياسي على المؤسسات الاقتصادية. يرى محللون أن ترامب يسعى لإحكام قبضته على السياسة النقدية، في وقت يشهد فيه الاقتصاد الأميركي تحديات متزايدة من التضخم والرسوم التجارية.
