تراجع الدولار الأمريكي مع تباطؤ التضخم، ما التالي لسوق الفوركس؟
استقر مؤشر الدولار الأمريكي اليوم الأربعاء أدنى مستويات 101.00، محققًا خسائر جديدة بعد انخفاضه بنحو 1% في الجلسة السابقة، وذلك في أعقاب بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة التي أظهرت تباطؤًا غير متوقع، مما أثار تساؤلات حول تأثير السياسات التجارية للرئيس ترامب وقدرة الاقتصاد الأمريكي على الحفاظ على زخمه.
بيانات التضخم تُفاجئ الأسواق
كشفت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكية يوم الثلاثاء عن تراجع معدل التضخم السنوي إلى 2.3% في أبريل، وهو الأدنى منذ فبراير 2021، وأقل من توقعات المحللين البالغة 2.4%.
جاء هذا الانخفاض ليُعزز الشكوك حول استمرارية الضغوط التضخمية، خاصة في ظل الإجراءات الجمركية الأخيرة بين الولايات المتحدة والصين.
التجارة والسياسة النقدية في بؤرة الاهتمام
تواصل الأسواق تقييم آثار القرار المشترك بين واشنطن وبكين بتعليق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، مع خفض الرسوم على بعض السلع إلى 10% و30%. هذا التطور خفف من حدة التوترات التجارية، لكنه أيضًا قلص توقعات الأسواق بشأن خفض سريع لأسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي، حيث يُعتقد أن البنك المركزي قد يكتفي بالانتظار إذا استمرت مؤشرات التضخم في التراجع.
لكن المثير للجدل، هو تصريحات الرئيس ترامب المتكررة على منصتة تروث سوشيال، حيث هاجم رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول متهمًا إياه بالتأخر في خفض الفائدة مقارنة بالبنوك المركزية العالمية الأخرى.
وهذه التصريحات تضيف ضغوطًا سياسية على سياسة البنك المركزي المستقل.
توقعات السوق: أين يتجه الدولار؟
لا تزال الأسواق في مرحلة استيعاب تداعيات البيانات الأخيرة، والتي أرسلت إشارات متضاربة:
- ضعف التضخم يُشير إلى تباطؤ النمو، مما قد يدفع الفيدرالي نحو سياسة أكثر مرونة.
- الهدنة التجارية قد تدعم ثقة المستثمرين، لكنها تقلل من حاجة البنك المركزي لتحفيز الاقتصاد عبر خفض الفائدة.
وعلى الجانب الاخر تُعد البيانات الاقتصادية المرتقبة يوم الخميس، خاصة تضخم أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة حيث ستكشف عن قوة الإنفاق الاستهلاكي الذي يُشكل دعامة الاقتصاد الأمريكي، وأيضًا اتجاهات الأسعار على مستوى المنتجين، والتي قد تُنبئ بمسار التضخم في الأشهر المقبلة.
سيناريو الهبوط:
إذا أظهرت بيانات الغد استمرار ضعف التضخم والإنفاق، قد يخضع الدولار لمزيد من الضغوط، مع تعزيز احتمالية خفض الفائدة لاحقًا في 2024.
سيناريو الصعود:
قد يجد الدولار دعماً إذا تفاجأت الأسواق ببيانات إيجابية، مما يؤجل توقعات التيسير النقدي.
