الدولار الأمريكي يتعرض لضغوط مع ترقب الأسواق لاختيار ترامب لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي
مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)
شهد الدولار الأمريكي تراجعاً ملحوظاً للجلسة الرابعة على التوالي، ليصل إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات عند مستوى 97.35 تقريباً ومرشح للمزيد من التراجع، متأثراً بعوامل متعددة أبرزها المخاوف المتزايدة بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي، إلى جانب بيانات اقتصادية مخيبة للآمال.
عوامل الضغط على الدولار
ساهمت سلسلة من التقارير الاقتصادية الضعيفة في تعزيز اتجاه الهبوط، حيث أظهر مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي تراجعاً، كما جاءت بيانات قطاع الإسكان دون التوقعات، مما زاد من تشاؤم المستثمرين.
إلا أن العامل الأكثر تأثيراً كان التقارير التي تشير إلى احتمال تدخل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في شؤون الاحتياطي الفيدرالي.
مخاوف استقلالية الفيدرالي
وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، يدرس ترامب الإعلان مبكراً عن مرشحه لخلافة رئيس الاحتياطي الفيدرالي الحالي جيروم باول، الذي تنتهي ولايته بعد 11 شهرًا وتحديدًا في مايو 2026.
ويعود السبب إلى استياء ترامب من سياسة باول الحذرة في خفض أسعار الفائدة، حيث يفضل الرئيس السابق تبني سياسة نقدية أكثر مرونة لدعم النمو الاقتصادي.
عادةً ما يتم الإعلان عن مرشح رئاسة الفيدرالي قبل 3-4 أشهر من انتهاء الولاية، لكن الترشيح المبكر قد يُفسر على أنه محاولة للتأثير على توجهات البنك المركزي، مما يهدد استقلاليته التي تُعد ركيزة أساسية لثقة الأسواق.
ويخشى المحللون من أن يؤدي ذلك إلى تغيير التوقعات حول مسار أسعار الفائدة، خاصة إذا تم اختيار مرشح يميل إلى تبني سياسة نقدية توسعية.
تأثيرات مستقبلية محتملة
يظل تراجع الدولار مرتبطاً بشكل وثيق بتطورات هذا الملف، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.
فإذا اتجه ترامب نحو تعيين رئيس أكثر انسياقاً مع توجهاته، فقد يفقد الفيدرالي جزءاً من مصداقيته، مما قد يزيد من تقلبات الأسواق ويضعف الدولار على المدى المتوسط.
في المقابل، أي إشارات تؤكد الحفاظ على استقلالية البنك المركزي قد تدعم العملة الأمريكية مجدداً.
