هدوء مفاجئ بعد عاصفة الجمعة
بعد الانهيار الحاد في الأسواق يوم الجمعة نتيجة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الواردات الصينية، نشر ترامب مساء الأحد تغريدة قال فيها: "لا تقلقوا من الصين، الأمور تحت السيطرة."
هذه التغريدة كانت بمثابة تهدئة مؤقتة للمستثمرين، إذ ساهمت في تقليص الخسائر وعودة بعض الثقة للأسواق مع بداية الأسبوع. لكن المحللين يرون أن هذه الرسالة لا تعني تراجعًا حقيقيًا عن قرار الرسوم، بل محاولة لاحتواء الذعر قبل افتتاح جلسة الاثنين. ومع ذلك، ما زال الحذر مسيطرًا في ظل غياب أي خطوات عملية تشير إلى خفض التصعيد بين واشنطن وبكين.
تأثير الرسوم على الأسعار والتضخم
الرسوم الجديدة على السلع الصينية تعني زيادة مباشرة في التكاليف الإنتاجية والاستهلاكية داخل الولايات المتحدة. هذه الزيادة ستنعكس على أسعار الإلكترونيات والأثاث والمنتجات اليومية، وقد تدفع الشركات الأمريكية إلى رفع الأسعار أو نقل خطوط الإنتاج إلى دول أخرى، وهو خيار مكلف وبطيء. ومع ارتفاع الأسعار، يزداد خطر التضخم، الأمر الذي قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى التريث في قرارات خفض الفائدة حتى لا تتفاقم الضغوط التضخمية.
انعكاس التوتر على الأسواق المالية
التوتر الحالي بين واشنطن وبكين ينعكس بشكل مباشر على تحركات الأسواق. ففي حال استمرار التصعيد، من المتوقع أن تتراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية وتزداد شهية المستثمرين نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب، بينما قد يتعرض الدولار لتقلبات حادة تبعًا للأخبار. أما في حال حدوث تهدئة أو فتح باب المفاوضات من جديد، فمن المرجح أن ترتد الأسهم صعودًا ويستقر الدولار تدريجيًا. لذلك، يُنصح المتداولون خلال هذه المرحلة بتقليل حجم المخاطرة ومتابعة المستجدات السياسية والاقتصادية لحظة بلحظة، لأن أي تصريح من أحد الطرفين قد يغيّر اتجاه السوق في دقائق معدودة.
