التوترات التجارية الأمريكية تضغط على الدولار وتدعم اليورو والين
شهد الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الجمعة 4 يوليو 2025، بعدما كان قد افتتح الجلسة على مكاسب قوية بدعم من بيانات الوظائف غير الزراعية التي سجلت 147 ألف وظيفة جديدة في يونيو، وهو ما جاء اعلى من التوقعات السابقة. ورغم هذه الأرقام الإيجابية، إلا أن الأسواق تجاهلتها إلى حد كبير بسبب تصاعد التوترات التجارية، بعد أن لمح الرئيس الأمريكي إلى إمكانية فرض رسوم جمركية جديدة على اليابان وعدد من الشركاء التجاريين قبيل الموعد النهائي المحدد في 9 يوليو.
وقد تسبب هذا التهديد بفرض رسوم في حالة من القلق داخل الأسواق، ما دفع المستثمرين إلى التوجّه نحو الأصول الآمنة مثل الين الياباني، والذي سجل ارتفاعًا بنسبة 0.6% أمام الدولار خلال اليوم. كما استفاد اليورو من ضعف الدولار ليسجل صعودًا بنسبة 0.4%، في إشارة واضحة إلى أن الضغط على الدولار جاء من الجانب السياسي أكثر من الاقتصادي. وعادةً ما تؤدي التوترات الجيوسياسية والتجارية إلى عزوف المستثمرين عن المخاطرة واللجوء إلى العملات المستقرة.
الجدير بالذكر أن هذه التطورات تأتي في وقت يشهد فيه السوق الأمريكي حالة من الهدوء النسبي بسبب عطلة البنوك بمناسبة يوم الاستقلال، مما يزيد من حساسية السوق تجاه أي أخبار مفاجئة. وتُعد هذه التوترات اختبارًا حقيقيًا لاستقرار الدولار خلال الفترة القادمة، خاصة إذا ما تحولت التصريحات إلى خطوات فعلية. ويتوقع المحللون أن يظل أداء الدولار تحت الضغط ما لم تصدر إشارات واضحة من الإدارة الأمريكية تُهدّئ من حدة التصعيد التجاري
