نظرة على الأسواق الأوروبية والعالمية
تشهد الأسواق المالية العالمية حالة من الترنح تحت وطأة الاضطرابات السياسية في مراكز اقتصادية كبرى، حيث تتصدر فرنسا واجهة المخاوف الأوروبية بينما تستعد اليابان لتحولات سياسية ومالية كبيرة، في مشهد يعكس تداخل العوامل السياسية والاقتصادية في توجيه مسارات الاستثمار.
عدم الاستقرار السياسي يهدد الجاذبية الاستثمارية في فرنسا
تواجه فرنسا حالة من عدم الاستقرار السياسي الحاد بعد استقالة رئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو المفاجئة، التي جاءت بعد ساعات فقط من تشكيل الحكومة، مما يجعلها أقصر حكومة عمرًا في التاريخ الفرنسي.
وقد تراجعت العقود الآجلة لمؤشر OAT الفرنسي بشكل طفيف في الجلسة الآسيوية بعد انخفاض السندات يوم الاثنين.
وتعاني فرنسا من أكبر عجز في الميزانية في منطقة اليورو، والذي يقترب من ضعف الحد الأقصى المفضل للاتحاد الأوروبي البالغ 3%، مما يزيد من مخاوف المستثمرين ويضعف ثقتهم في الاقتصاد الفرنسي.
وينصب التركيز حاليًا على مؤشر CAC 40 المتراجع اليوم، مع تراجع لليورو الأوروبي منذ بداية تداولات الأسبوع.

اليابان- سياسات توسعية ومستويات قياسية جديدة
على الجانب الآخر من العالم، سجل مؤشر نيكي NI225 مستوى قياسيًا جديدًا يوم أمس الاثنين وصولًا الى مستويات 48.70، بينما ظل الين الياباني ضعيفًا، وذلك في ظل استعداد المستثمرين لانتعاش الإنفاق الكبير والسياسة النقدية المتساهلة المتوقعة في عهد ساناي تاكايشي، التي من المقرر أن تصبح رئيسة وزراء البلاد القادمة.
وقد لفت انخفاض الين انتباه السلطات اليابانية، حيث صرح وزير المالية كاتسونوبو كاتو بأن الحكومة ستتوخى الحذر في مواجهة تقلبات سوق العملات.
وجاءت هذه التصريحات في وقت تشهد فيه السوق اليابانية تحولات كبيرة.
مزاد السندات اليابانية مؤشر إيجابي في ظل عدم اليقين
شهد مزاد سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عامًا، الذي حظي بمتابعة دقيقة يوم الثلاثاء، إقبالاً جيدًا، مما خفف من بعض المخاوف من إحجام المستثمرين عن شراء الديون طويلة الأجل في ظل حالة عدم اليقين المالي.
وقد سمح هذا الأداء الإيجابي في المزاد لسندات الحكومة اليابانية بتعويض بعض خسائرها في أعقاب المزاد، مما أدى إلى انخفاض العائدات.
يأتي هذا المزاد في وقت تشهد فيه اليابان تقلبات في سوق السندات، حيث ارتفع عائد السندات اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 4 نقاط أساس ليصل إلى 1.56%، وهو أعلى مستوى له منذ 28 مارس الماضي.
كما ارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عامًا إلى 3.163%، بعدما سجل في الجلسة السابقة أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3.187%.
تبقى الأسواق المالية العالمية في حالة ترقب دائمة للتطورات السياسية والاقتصادية في المراكز financial الكبرى، حيث تبرز فرنسا واليابان كدراستين حالة متباينتين لتأثير العوامل السياسية على الثقة الاستثمارية والاستقرار المالي، في مشهد يعكس التداخل المتزايد بين السياسة والاقتصاد في العصر الحديث.
أهم التطورات التي قد تؤثر على الأسواق يوم الثلاثاء:
- السياسة الفرنسية.
- تصريحات بومان، وبوستيك، وميران، وكاشكاري من الاحتياطي الفيدرالي.
- حديث كريسين لاجارد محافظ البنك المركزي الأوربي.
