استقرار أسعار النفط في ظل توازن بين المخاوف الجيوسياسية ووفرة الإمدادات

استقرار أسعار النفط

شهدت أسعار النفط استقراراً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الخميس، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط (WTI) عن مكاسبها السابقة لتتداول حول مستوى 64.8 دولار للبرميل، في مؤشر على تحول الأسواق نحو مرحلة من التوازن النسبي بعد تقلبات الأيام الماضية.

عوامل الاستقرار الحالية

وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل:

لا يزال الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صامداً، مما خفف من حدة المخاوف الجيوسياسية التي كانت تهدد بإغلاق مضيق هرمز أو تعطيل البنية التحتية النفطية في المنطقة.

ومع ذلك، أكد ترامب أن الولايات المتحدة ستواصل الضغط على صادرات النفط الإيرانية، مع الإعلان عن محادثات مع طهران الأسبوع المقبل.

وفرة الإمدادات العالمية:

رفعت أوبك+ إنتاجها في الأشهر الأخيرة، حيث وافقت المجموعة على زيادة إضافية قدرها 411 ألف برميل يومياً لشهر يوليو، في إطار خطتها لاستعادة مستويات الإنتاج تدريجياً بعد خفض استمر لعامين.

كما حافظ المنتجون الأمريكيون للنفط الصخري على مستويات إنتاج قياسية، مما عزز المعروض العالمي.

انخفاض المخزونات الأمريكية:

أظهرت أحدث بيانات إدارة معلومات الطاقة (EIA) انخفاضاً كبيراً في مخزونات النفط الخام الأمريكية بلغ 5.8 مليون برميل، وهو ما يفوق التوقعات بكثير، مما يشير إلى قوة الطلب المحلي، إلا انه لم يكن ذلك كافياً لدفع الأسعار صعوداً بشكل حاد نظراً للوفرة في الإمدادات العالمية.

توجه أنظار السوق إلى اجتماع أوبك+ القادم

يتجه تركيز المتداولين الآن إلى اجتماع أوبك+ المقرر في 6 يوليو، حيث من المتوقع أن تحدد المجموعة سياسة الإنتاج للشهر المقبل.

وتشير التكهنات إلى أن التحالف قد يدرس زيادة إضافية في الإنتاج، خاصة مع استمرار المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتأثيره على الطلب.

التوقعات المستقبلية

رغم الاستقرار الحالي، لا تزال الأسعار عرضة للتقلبات بسبب:

- التطورات الجيوسياسية، خاصة مع استئناف المحادثات الأمريكية-الإيرانية.

- سياسات أوبك+، وما إذا كانت ستستمر في زيادة الإنتاج أو تعتمد نهجاً أكثر حذراً.

- مستويات الطلب العالمي، خاصة مع تباطؤ النمو في بعض الاقتصادات الكبرى.