ارتفاع أسعار النفط اليوم والأنظار على المفاوضات الروسية الأوكرانية

تقلب أسعار النفط: مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا تواجه عقبات وتصريحات متصاعدة

تشهد أسعار النفط تداولات متقلبة حاليًا، حيث تصارع السوق بين مؤثرين متعارضين: آمال في تسوية سلمية قد تزيد المعروض الروسي، وتحذيرات وتوترات مستمرة تشكل دعمًا لأسعار الخام.

 

حركة الأسعار والمشهد الحالي

ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء في تداولات متقلبة، مع استمرار تركيز المستثمرين على محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. وشهد خام برنت ارتفاعًا بنسبة تقارب 2% ليصل إلى حوالي 63.00 دولار للبرميل، بينما تخطى خام غرب تكساس الوسيط مستوى 59.00 دولار للبرميل بعد انخفاض سابق في الجلسة.

هذا التقلب يعكس حالة الانتظار والحذر في السوق، إذ تُوَازِن بين بوادر أمل في السلام وبين تصريحات روسية حادة تهدد بتصعيد الأزمة.

 

تحليل العوامل المؤثرة على الأسعار

1- محادثات السلام ومسارها المعقد

حسب التقارير، وصل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة تُفسر على أنها بداية محادثات حول اتفاق سلام محتمل.

ويُعتقد أن أي تقدم فعلي نحو السلام قد يؤدي إلى رفع العقوبات الغربية على صادرات النفط الروسي، مما يسمح بتدفق ملايين البراميل الإضافية إلى السوق العالمية.

ومع ذلك، يبدو أن الأسواق تضع في اعتبارها احتمالًا كبيرًا لعدم التوصل إلى اتفاق قريب.

ويعبر دبلوماسيون أوروبيون عن شكوكهم في إمكانية تحقيق ذلك، مستذكرين سوابق لروسيا في قبول المبادرات تحت الضغط دون تنفيذها فعليًا.

2- التصعيد العسكري والتهديدات

في تناقض صارخ مع أجواء التفاوض، تصاعدت حدة الخطاب الروسي مجددًا، وقبيل اجتماع المبعوث الأمريكي في موسكو، حذر بوتين القوى الأوروبية من شن حرب على روسيا، كما هدد باتخاذ إجراءات انتقامية ضد سفن الدول التي تساعد أوكرانيا.

من ناحية أخرى، تستمر الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية للطاقة، بما في ذلك المحطات والناقلات، مما يحد من قدرة التكرير والصادرات الروسية.

3- العوامل الأساسية: فائض المعروض وقرار أوبك+

تقف العوامل الأساسية لسوق النفط كخلفية حاسمة لهذه التقلبات الجيوسياسية.

ويسود سوق النفط حاليًا مشهد من وفرة المعروض، حيث توقعت منظمة "أوبك" تحول الميزان العالمي من عجز إلى فائض.

كما قرر تحالف "أوبك+" خلال اجتماعه يوم الأحد تعليق الزيادات التدريجية المخطط لها في الإنتاج للربع الأول من عام 2026، في خطوة تستهدف منع تفاقم الفائض المتوقع واستقرار الأسعار.