تراجعت أسعار النفط يوم الثلاثاء نتيجةً لمخاوف بشأن زيادة المعروض ومخاوف بشأن الطلب
شهدت الأسواق العالمية للنفط تراجعًا ملحوظًا في الأسعار مطلع الأسبوع، حيث انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى 66 دولارًا للبرميل، متأثرًا بقرار تحالف أوبك+بزيادة الإنتاج، بينما شهدت التعاملات يوم الثلاثاء تقلبات طفيفة بين الصعود والهبوط.
زيادة المعروض تزيد الضغوط على الأسعار
أعلن تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، عن زيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يوميًا بدءًا من سبتمبر المقبل.
ويُعد هذا القرار تراجعًا كاملًا عن جزء كبير من خفض الإنتاج السابق الذي بلغ 2.5 مليون برميل يوميًا، أي ما يعادل نحو 2.4% من الطلب العالمي.
ورغم أن هذه الخطوة تهدف إلى تعويض النقص المحتمل في الإمدادات، خاصة مع التهديدات الأمريكية بفرض قيود على صادرات النفط الروسي، إلا أن المحللين يشككون في قدرة هذه الكميات على تعويض الفجوة بشكل كامل، حيث قد تكون الكميات الفعلية التي تعود إلى السوق أقل من المعلن.
مخاوف الطلب تزيد التحديات
إلى جانب مخاوف زيادة المعروض، تواجه أسواق النفط ضغوطًا بسبب التوقعات بتراجع الطلب العالمي، وسط تحذيرات من تباطؤ النمو الاقتصادي خلال النصف الثاني من العام.
كما أثارت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على مشتري النفط الروسي مثل الهند، مخاوف جديدة من تفاقم التوترات التجارية وتأثيرها على حركة التجارة العالمية.
وردت الهند التي تُعد أحد أكبر مستوردي النفط الروسي، بإعلانها رفض هذه الإجراءات ووعدت بحماية مصالحها الاقتصادية، مما يهدد بتصعيد الخلاف بين البلدين.
وتظهر البيانات أن الهند استوردت نحو 1.75 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي في النصف الأول من العام، بزيادة طفيفة عن العام الماضي.
توقعات مستقبلية بين التوترات وتباطؤ النمو
نترقب تطورات السياسات الأمريكية، خاصة بعد فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الهندية في يوليو الماضي، مما قد يؤثر على حركة التجارة والنمو الاقتصادي العالمي.
وفي ظل هذه الظروف، يبقى مستقبل أسعار النفط مرتبطًا بتوازن غير مستقر بين زيادة الإمدادات وضعف الطلب، مما قد يدفع الأسعار إلى مزيد من التقلبات في الفترة المقبلة.
