تراجع أسعار النفط مع ترقب قرار الفيدرالي ومحادثات السلام الأوكرانية

تراجعت أسعار النفط مع محادثات السلام الأوكرانية، وقرار الفائدة الأمريكي في دائرة الضوء

تشهد أسواق النفط العالمية حالة من التراجع، حيث انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء، ممدة خسائر الجلسة السابقة التي بلغت 2%.

ويترقب المستثمرون تطورات محادثات السلام الأوكرانية الرامية لإنهاء الحرب، وسط مخاوف من وفرة المعروض العالمي، وانتظار حاسم لقرار أسعار الفائدة الأمريكية المرتقب.

 

الأسباب المباشرة لانخفاض أسعار النفط

سجل كل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت انخفاضاً بأكثر من دولار للبرميل يوم الاثنين، متأثرين بشكل رئيسي باستئناف العراق الإنتاج في حقل غرب القرنة النفطي، وهو أحد أكبر الحقول في العالم.

هذه الزيادة المفاجئة في المعروض تزيد من الضغوط الهبوطية على الأسعار في سوق يبدو متخماً بالفعل.

 

تأثير محادثات السلام الأوكرانية على السوق

في تطور سياسي مؤثر، ستقدم أوكرانيا خطة سلام معدلة للولايات المتحدة، وذلك بعد محادثات مكثفة في لندن بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي وقادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

تُبقي هذه التطورات النفط في نطاق تداول ضيق مائل نحو التراجع، حيث يحجم المتداولون عن اتخاذ مراكز كبيرة في ظل عدم وضوح الصورة.

يعلق المحللون على ذلك بالقول: "يحافظ النفط على نطاق تداول ضيق حتى نحصل على فكرة أفضل عن مسار المحادثات، لكن انهيارها قد يؤدي لارتفاع قوي في الأسعار".

 

تقرير وكالة الطاقة الدولية وتوقعات فائض المعروض

يترقب السوق تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري لسوق النفط والمقرر صدوره في 11 ديسمبر، حيث تشير التوقعات الأولية إلى أنه قد يسجل فائضًا قياسيًا في سوق النفط بحلول عام 2026.

هذا التوقع طويل الأجل يشكل عبئاً نفسياً على الأسعار الحالية، ويحد من أي تحركات صعودية قوية.

 

قرار الاحتياطي الفيدرالي: دعم محتمل لكنه محدود

تتجه الأنظار أيضاً نحو قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقرر يوم الأربعاء، حيث تشير توقعات السوق إلى احتمال بنسبة 87% لخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.

يُعد انخفاض أسعار الفائدة عاملاً محفزاً للطلب على النفط بسبب انخفاض تكاليف الاقتراض، لكن المحللين يحذرون من أن تأثير ذلك قد يكون محدوداً في الوقت الراهن أمام ضغوط المعروض.

 

التوقعات المستقبلية لأسعار النفط

بينما تُظهر الأسواق تفاؤلاً حذراً بشأن القرار المرتقب للفيدرالي، والذي قد يوفر دعماً قصير الأجل ويحافظ على الأسعار عند الحد الأدنى من نطاق 60-65 دولاراً للبرميل، يبقى الهيكل العام للأسعار مرهوناً بتوقعات فائض المعروض في 2026.

 

السوق في انتظار محفزات حاسمة

باختصار، توازن أسعار النفط بين عدة قوى متعارضة: آمال السلام في أوكرانيا، وتقلبات المعروض الفوري، والتوقعات النقدية الأمريكية، والمشهد الأساسي الطويل الأجل الذي يشير إلى وفرة في الإمدادات.

يبدو أن السوق يحتاج إلى محفز حاسم، سواء من خلال تطورات سياسية مفاجئة أو تحول في البيانات الاقتصادية، لكسر حالة الركود الحالية والاتجاه نحو مسار اتجاهي واضح.