تراجع أسعار النفط مع توقعات بزيادة إنتاج أوبك+

انخفضت أسعار النفط الخام مع دراسة أوبك+ زيادة الإنتاج للشهر الثالث على التوالي

شهدت أسواق النفط العالمية اليوم الخميس تراجعًا ملحوظًا في الأسعار، حيث انخفض خام برنت القياسي بنسبة 1.3% ليصل إلى 63.50 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.2% مسجلًا 60.50 دولارًا للبرميل.

يأتي هذا الانخفاض وسط تقارير تشير إلى أن تحالف أوبك+ يدرس زيادة الإنتاج للشهر الثالث على التوالي، مما أثار مخاوف المستثمرين من اختلال التوازن بين العرض والطلب العالمي.

زيادة إنتاجية متسارعة تهدد استقرار السوق

تستعد منظمة أوبك+ لاجتماعها المقرر في الأول من يونيو، حيث يُتوقع أن تناقش زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا لشهر يوليو، وفقًا لتقارير بلومبرغ. تمثل هذه الزيادة ثلاثة أضعاف الكمية المخطط لها في البداية، مما يعكس توجهًا استراتيجيًا لتعويض التخفيضات السابقة التي فرضتها المجموعة منذ عام 2022. ومن المتوقع أن يرفع هذا القرار الإجمالي التراكمي للزيادات منذ أبريل إلى 960 ألف برميل يوميًا، وهو ما يعادل 44% من التخفيضات الأصلية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا.

مخزونات أمريكية مفاجئة تعزز المخاوف

تفاقمت الضغوط الهبوطية على الأسعار بعد أن أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاعًا غير متوقع في مخزونات النفط الخام والوقود الأسبوع الماضي.

حيث سجلت المخزونات زيادة قدرها 1.3 مليون برميل، ليصل الإجمالي إلى 443.2 مليون برميل، بينما كان المحللون يتوقعون انخفاضًا بنفس الحجم.

تحديات الطلب العالمي والعوامل الجيوسياسية

تواجه أسواق النفط حاليًا تحديات متعددة، أبرزها:

تباطؤ النمو الاقتصادي:

بسبب التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي قد تؤثر على استهلاك الطاقة العالمي.

المفاوضات النووية الإيرانية:

حيث من المقرر أن تستأنف المحادثات بين واشنطن وطهران الأسبوع المقبل، وأي تقدم في هذه المفاوضات قد يفتح الباب أمام زيادة الصادرات الإيرانية، مما يضيف مزيدًا من المعروض إلى السوق.

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط:

مع تقارير عن استعداد إسرائيل لضرب منشآت نووية إيرانية، وهو ما قد يعطل الإمدادات إذا تحقق.

 

وعلى الجانب الاخر حذر محللون من أن استمرار زيادة الإنتاج قد يدفع الأسعار إلى مستويات أدنى، خاصة إذا تجاوز العرض الطلب بشكل كبير.

كما خفضت بنوك استثمارية مثل باركليز وآي.إن.جي توقعاتها لأسعار النفط، متوقعة أن يتراوح سعر برنت بين 55 و65 دولارًا للبرميل خلال العام الحالي.

في المقابل، تواجه الدول المنتجة، خاصة تلك التي تعتمد على عائدات النفط لتمويل موازناتها (مثل السعودية والعراق)، ضغوطًا مالية كبيرة.

فبينما تحتاج السعودية إلى سعر 90 دولارًا للبرميل لتحقيق التوازن المالي، يتجاوز المطلوب للعراق 100 دولار، وهو ما يجعل الأسعار الحالية غير كافية لسد العجز.

وفي النهاية فإن السوق الان بين مطرقة العرض وسندان الطلب، فمع اقتراب اجتماع أوبك+، تظل الأسواق في حالة ترقب حذرة، بينما تسعى المجموعة لتعزيز حصتها السوقية ومواجهة الإنتاج الصخري الأمريكي، فإن أي زيادة غير محسوبة قد تدفع الأسعار إلى مزيد من الانخفاض، مما يهدد استقرار الاقتصادات النفطية. في الوقت نفسه، تظل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية العالمية عناصر حاسمة في تحديد مسار الذهب الأسود خلال الأسابيع المقبلة.