انخفاض أسعار النفط رغم استمرار التوترات
مع دخول الصراع بين إسرائيل وإيران يومه السادس، شهدت أسواق النفط تراجعًا طفيفًا في الأسعار، حيث انخفض خام برنت وغرب تكساس الوسيط بنسبة 0.6% ليصلًا إلى حوالي 76 دولارًا و73 دولارًا للبرميل على التوالي.
ورغم أن التوترات الجيوسياسية لا تزال مرتفعة، إلا أن السوق يبدو متشككًا في قدرة الأسعار على الصعود دون أدلة ملموسة على تعطُّل الإمدادات، خاصة مع عدم تأثر البنية التحتية الرئيسية للنفط حتى الآن.
مضيق هرمز: نقطة الانهيار المحتملة
يظل مضيق هرمز أكبر مخاوف المتداولين، حيث يمر عبره ما يقرب من 20 مليون برميل يوميًا، أي نحو ثلث التجارة العالمية للنفط المنقول بحرًا.
وأي إغلاق لهذا الممر الحيوي قد يدفع الأسعار إلى مستويات قياسية تتجاوز 100 دولارًا للبرميل، وقد تمتد الى مستويات 120 دولار أو أكثر للبرميل الواحد وفقًا للتوقعات.
وفي حال حدوث هذا السيناريو، لن تكون الطاقة الإنتاجية الاحتياطية لدول أوبك+ كافية لتعويض النقص، خاصة أن معظمها يتركز في منطقة الخليج العربي التي قد تتأثر هي الأخرى بالصراع.
التدخل الأمريكي: سيكون عامل تصعيد جديد
تتصاعد المخاوف من تدخل عسكري أمريكي مباشر بعد دعوة الرئيس دونالد ترامب إيران إلى إستسلام غير مشروط، وتلميحه إلى ضربات محتملة.
هذا التصعيد قد يزيد من تعقيد الأوضاع، خاصة مع تهديدات إيرانية سابقة باستهداف القواعد الأمريكية وقدرتها على شل حركة الملاحة في المضيق.
احتياطيات النفط الاستراتيجية: حل مؤقت
في حال حدوث صدمة إمدادات، قد تلجأ الحكومات إلى السحب من احتياطياتها النفطية الاستراتيجية، لكن هذا الحل سيكون محدود الأثر، كما أن الأسواق تتجاهل حاليًا تحذيرات بعض البنوك، مثل غولدمان ساكس، التي تتوقع عودة الأسعار إلى 55-59 دولارًا بنهاية 2025 في غياب اضطرابات الإمدادات.
تأثير السياسة النقدية للفيدرالي
في خلفية هذه الأحداث، يترقب المستثمرون قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اليوم الأربعاء، خاصة بعد إشارات سابقة بتثبيت أسعار الفائدة مع احتمال تخفيضها مرتين في 2025.
أي توجه أكثر تشددًا قد يزيد من ضغوط الأسواق الناشئة المستوردة للنفط، بينما قد يدعم الدولار ويُضعف الطلب على الخام.
وفي النهاية فإن سوق النفط بين مطرقة التوترات وسندان الإمدادات، حيث يمكن لأي تطور جيوسياسي أو اقتصادي أن يقلب المعادلة بين عشية وضحاها.
