النفط يتراجع لكنه يحافظ على استقراره النسبي بسبب مخاوف الإمدادات الروسية

تراجع النفط لكنه يبقى ضمن نطاق ضيق مع مراقبة المستثمرين لمخاطر الإمدادات الروسية

شهدت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا في تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد تحقيق مكاسب قوية في الجلسة السابقة بلغت نحو 2%، حيث انخفض خام برنت بنسبة 0.08% ليصل إلى 67.60 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1% وصولًا إلى مستويات 64.00 دولارًا للبرميل.

وعلى الرغم من هذا التراجع، فإن الأسعار ظلت ضمن نطاق تداول ضيق، حيث لا تزال التوترات الجيوسياسية ومخاطر الإمدادات تمثل دعامة رئيسية للسوق في الأجل القريب.

 

محركات السوق الرئيسية

1- التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الإمدادات

تصاعدت المخاوف بشأن الإمدادات بعد الهجمات الأوكرانية الأخيرة على البنية التحتية للطاقة الروسية، مما أدى إلى:

- تعطيل عمليات معالجة وتصدير النفط في موسكو.

- التسبب في نقص البنزين في بعض مناطق روسيا.

- زيادة علاوة المخاطرة في السوق بسبب تهديدات بفرض عقوبات أمريكية جديدة على الصادرات الروسية.

2-توقعات العقوبات الأمريكية

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته بفرض عقوبات على روسيا إذا لم يُحرز تقدم نحو اتفاق سلام مع أوكرانيا خلال الأسبوعين المقبلين.

هذه التهديدات تلوح في الأفق كعامل ضغط إضافي قد يزيد من كبح الصادرات الروسية، مما يثير مخاوف بشأن استقرار العرض العالمي.

3-توقعات العرض والطلب العالمي

على الرغم من المخاوف الجيوسياسية، يتوقع المحللون أن يتجاوز العرض العالمي الطلب في الأشهر المقبلة.

ويتوقع بنك يو بي إس أن يبلغ الطلب العالمي على النفط ذروته في أغسطس 2025، ثم يتراجع تدريجيًا بحلول نهاية العام، مع توقع زيادة طفيفة في المعروض من أمريكا الجنوبية.

 

العوامل الفنية وتوقعات المحللين

أشار محللو بنك آي جي (IG) إلى أن مخاطر أسعار النفط الخام تميل نحو تحقيق مكاسب إضافية، خاصة إذا حافظ السعر فوق مستوى المقاومة بين 64 و65 دولارًا للبرميل.

كما لاحظوا أن الأسعار لا تزال تتحرك ضمن نطاق ضيق وسط تقلبات جيوسياسية وأساسيات اقتصادية مرنة نسبيًا.

 

ترقب بيانات المخزونات الأمريكية

ينتظر المتداولون بيانات المخزونات الأمريكية من معهد البترول الأمريكي (API) اليوم، ومن إدارة معلومات الطاقة (EIA) غدًا الأربعاء.

تشير التوقعات إلى:

- انخفاض في مخزونات النفط الخام والبنزين.

- زيادة محتملة في مخزونات نواتج التقطير.

هذه البيانات قد توفر مؤشرات مهمة حول اتجاهات الطلب المحلي في الولايات المتحدة، والتي يمكن أن تؤثر على الأسعار في الأجل القصير.

 

ما الذي يجب متابعتة الفترة القادمة

مراقبة عن كثب تطورات الصراع الروسي الأوكراني وأي إعلانات حول العقوبات الأمريكية، فهي المحرك الرئيسي لتقلبات السوق.

تتبع بيانات المخزونات الأمريكية والتقارير الأسبوعية التي قد تؤثر على الأسعار في الأجل القصير.

تخفيض محتمل لأسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر قد يدعم آفاق النمو العالمي والطلب على الوقود.

الاستعداد لتقلبات متزايدة حيث أن السوق يتأثر بشكل أكبر بالأخبار الجيوسياسية أكثر من العوامل الأساسية في الوقت الراهن.