ارتفاع أسعار النفط بفعل التوترات في الشرق الأوسط
شهدت الأسواق العالمية للنفط، اليوم الأربعاء موجة صعودية جديدة، حيث قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لتتجاوز حاجز 63 دولارًا للبرميل، مسجلة مكاسبها للجلسة الثالثة على التوالي.
وتمثل هذه القفزة انعكاسًا مباشرًا لتصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتي أثارت مخاوف المتداولين من حدوث اضطراب محتمل في تدفقات الإمدادات النفطية العالمية.
هجمات متعددة ترفع الأسعار
في التطور الأبرز، قامت إسرائيل باستهداف قيادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، ونظرًا لدور قطر كـ مصدر رئيسي للطاقة ووسيط دبلوماسي إقليمي بارز، فإن أي تهديد لاستقرارها من شأنه أن يهز ثقة الأسواق ويؤثر على توقعات المعروض النفطي.
كما نفذت إسرائيل عمليات في إيران وسوريا ولبنان واليمن خلال أقل من عام.
عوامل داعمة إضافية
لم تأتِ هذه التوترات في فراغ، بل انضمت إلى عوامل داعمة أساسية لأسعار الخام.
فقد جاءت الزيادة الشهرية في إنتاج تحالف أوبك+ لشهر أكتوبر متواضعة جدًا مقارنة بزيادات الأشهر السابقة، مما عزز من تشديد الظروف في السوق.
كما تضيف التصريحات التجارية طبقة أخرى من التعقيد، حيث أفادت تقارير بأن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حثّ الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على البضائع القادمة من الصين والهند، في خطوة وصفها المراقبون بأنها تهدف للضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع إشارة الولايات المتحدة إلى نيتها تطبيق رسوم مماثلة.
مخزونات الولايات المتحدة تصعد- لكن التأثير محدود
على الجانب الآخر، حاولت بعض العوامل ضبط حرارة الصعود، حيث أظهرت بيانات مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة الصادرة عن معهد البترول الأمريكي (API) قفزةً بلغت 1.25 مليون برميل الأسبوع الماضي، بعد زيادة قدرها 0.62 مليون برميل في الأسبوع السابق.
عادة ما يؤدي ارتفاع المخزونات إلى كبح جماح الأسعار، لكنها هذه المرة لم تكن كافية لموازنة التأثير القوي للمخاوف الجيوسياسية على معنويات المتداولي، بل أدت الى إبطاء الصعود لأسعار النفط نوعًا ما.
وبشكل عام، تظل الأسعار حساسة لأي تطورات جديدة في المنطقة، حيث يترقب السوق أي أخبار قد تؤدي إلى تعطيل الإمدادات الفعلية من أحد المنتجين الرئيسيين.
