الذهب يتجاوز 4400 دولار والفضة تقترب من 70 دولاراً في ظل عاصفة جيوسياسية ورهانات على الفائدة

الذهب والفضة يسجلان مستويات تاريخية جديدة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

تجاوز سعر الذهب حاجز 4400 دولار للأونصة للمرة الأولى في التاريخ، بينما اقترب سعر الفضة من مستوى 70 دولاراً، وذلك خلال تداولات الفترة الاسيوية اليوم الاثنين.

يُعزى هذا الصعود القياسي إلى مزيج من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، والتوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، والطلب القوي من البنوك المركزية والمستثمرين.

يتجه المعدنان النفيسان لاختتام عام تاريخي بأقوى مكاسب سنوية منذ أكثر من أربعة عقود، وسط توقعات باستمرار الزخم الصعودي خلال العام المقبل.

                

أسعار قياسية على خلفية أحداث متسارعة

شهدت أسواق المعادن النفيسة حركة تاريخية، حيث ارتفع سعر الذهب اليوم الى مستويات قمة جديدة بالقرب من مستويات 4420 دولارًا للأونصة كما ارتفع سعر الفضة اليوم بأكثر من 3% وصولًا الى مستويات 69.44 دولار، وتتداول الفضة الان ادنى مستويات 69 دولار للأونصة.

وجاءت هذه القفزة وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك تشديد الولايات المتحدة الحصار النفطي على فنزويلا، والعمليات العسكرية في سوريا، وهو ما عزز الطلب على المعادن النفيسة كملاذ آمن تقليدي.

 

بالإضافة إلى ذلك، حققت المعادن النفيسة الأخرى أداءً قوياً، حيث صعد البلاتين بنسبة 4.3% إلى 2057 دولاراً، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 17 عاماً، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 4.2% إلى 1786 دولاراً.

 

المحركات الأساسية للصعود التاريخي

يأتي الصعود القياسي للذهب والفضة مدفوعاً بمجموعة من العوامل المتشابكة:

- السياسة النقدية والتوقعات بخفض الفائدة: تراهن الأسواق بقوة على أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة مرتين خلال العام المقبل 2026. نظراً لأن الذهب والفضة أصول غير مدرة للعائد، فإن جاذبيتها تزداد في بيئة الفائدة المنخفضة، حيث تنخفض تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بهما.

- ضعف الدولار الأمريكي: أدى تراجع مؤشر الدولار إلى دعم أسعار الذهب، حيث يجعل المعدن النفيس أقل تكلفة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.

- الطلب المؤسسي القوي: تواصل البنوك المركزية حول العالم عمليات الشراء القوية للذهب كجزء من استراتيجية تنويع احتياطياتها. كما سجلت الصناديق المتداولة (ETFs) المدعومة بالذهب تدفقات أموال إيجابية لخمسة أسابيع متتالية، مما يشير إلى اهتمام واسع النطاق من المستثمرين المؤسسيين والأفراد.

 

أداء سنوي استثنائي وتوقعات مستقبلية

يتجه الذهب والفضة لاختتام عام 2025 بأقوى أداء سنوي منذ عام 1979. حيث حقق الذهب مكاسب تبلغ حوالي 67% منذ بداية العام، محطماً لأول مرة في تاريخه مستويي 3000 و4000 دولار للأونصة.

فيما تفوقت الفضة بأداء أكثر لمعاناً، حيث قفزت بنسبة تفوق 140% منذ مطلع العام، مدعومة بتدفقات استثمارية قوية وقيود على جانب المعروض.

 

توقعات وتحليلات الخبراء

غولدمان ساكس: تتوقع المجموعة استمرار ارتفاع أسعار الذهب، ووضعت سيناريو أساسياً يبلغ 4900 دولار للأونصة بحلول ديسمبر 2026، مع وجود مخاطر صعودية.

مات سيمبسون (ستون إكس): يشير إلى أن العوامل الموسمية عادة ما تصب في مصلحة الذهب والفضة خلال شهر ديسمبر، لكنه يحذر من أن تراجع أحجام التداول مع اقتراب نهاية العام قد يزيد من احتمالات جني الأرباح على المدى القصير.

 

وتشير اغلب التوقعات أن الاتجاه العام للذهب يبقى صاعداً على المديين المتوسط والطويل، وأن أي هبوط قادم "هو فرصة للشراء لا للذعر".

ويوصي المستثمرين طويلي الأجل بالصبر، مشيراً إلى أن الذهب مرشح لتجاوز 5000 دولار للأونصة طالما استمرت الظروف الحالية.

 

نصائح استثمارية في ظل تقلبات السوق

في ظل هذه المستويات القياسية والتقلبات، يقدم الخبراء بعض التوجيهات للمستثمرين:

- للمستثمر طويل الأجل: إذا كان الهدف هو التحوط من التضخم أو تخزين القيمة، فإن الاستراتيجية الأنسب هي الشراء والانتظار على المديين المتوسط والطويل.

- للمتداول قصير الأجل: ينصح بالحذر والشراء على مراحل لتجنب مخاطر التوقيت الخاطئ، حيث أن كل ارتفاع قوي قد يتبعه تصحيح.

 

وفي النهاية، تجمع العوامل الأساسية من سياسة نقدية تيسيرية ووضع جيوسياسي متوتر وطلب مؤسسي قوي، لتدفع بالذهب والفضة إلى آفاق جديدة، مؤكدة مكانتهما كملاذ آمن وأصل استراتيجي في محفظة الاستثمار العالمية.

 

وهنا نعرض لكم فيديو التحليل الأسبوعي للذهب والفضة

التحليل الأسبوعي للمعادن