الذهب يحلق نحو قمم تاريخية جديدة، محققًا أفضل أداء أسبوعي منذ 5 سنوات

ارتفع سعر الذهب نحو قمة تاريخية جديدة

يشهد الذهب موجة صعود تاريخية، حيث سجل المعدن الأصفر مستوى قياسيًا جديدًا اليوم الجمعة، متجاوزًا حاجز 4,379 دولارًا للأونصة، في مسار يجعله على أعتاب أفضل أداء أسبوعي منذ خمس سنوات.

رياح مواتية تدفع بالذهب للقمة

هذه القفزة الاستثنائية التي تتجاوز 9% لهذا الأسبوع فقط، كانت تحت تأثير مجموعة من العوامل المحفزة، أبرزها:

- مخاوف القطاع المصرفي:

أعادت المخاوف المتعلقة بالائتمان في البنوك الإقليمية الأمريكية إحياء شبح الأزمات المالية، دافعةً المستثمرين نحو الملاذ الآمن التقليدي.

- التوترات التجارية العالمية:

أضفت التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، والمتمثلة في الخلافات حول ضوابط المعادن النادرة، غلالة من عدم اليقون على الأسواق العالمية.

- توقعات خفض أسعار الفائدة:

أعطى تصريح كريستوفر والر، محافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بدعمه لخفض أسعار الفائدة بسبب مخاوف سوق العمل، زخمًا قويًا للذهب، كأصل غير مُدر للعائد يصبح أكثر جاذبية مع انخفاض تكلفة الفرصة.

- الدعم الهيكلي:

يستفيد الذهب من بيئة داعمة طويلة الأمد تشمل التوترات الجيوسياسية، وشراء البنوك المركزية بمعدلات قياسية، وتدفقات قوية على صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs)

 

نظرة على المستقبل: هل يتجه الذهب إلى 4500 دولار؟

في ظل هذه الظروف، يرى العديد من المحللين أن الطريق مفتوح أمام الذهب لاستكمال مسيرته الصاعدة، حيث لم تعد مستويات 4500 دولار للأونصة هدفًا بعيدًا، بل قد يتم تحقيقها في وقت أقرب مما كان متوقعًا، والتوقعات بالوصول الى مستويات 5000 دولار باتت من المتوقع ان نصل اليها هذا العام أو بداية العام القادم على أقصى تقدير.

مع العلم ان هذا الصعود قد يتخلله بعض التراجعات التصحيحية وجني الأرباح لبناء مراكز شرائية من مناطق أفضل.

حيث يعتمد تحقيق الهدف القريب عند مستويات 4500 دولار للأونصة بشكل كبير على استمرار المشهد الحالي، وخاصة من حيث:

مدة استمرار المخاوف بشأن التجارة بين الولايات المتحدة والصين.

إستمرار إغلاق الحكومة الأمريكي المحتمل وتداعياته.

تحقق توقعات الأسواق بخفض سعر الفائدة خلال هذا الشهر.

 

أداء مذهل منذ بداية العام

يأتي هذا الأداء الأسبوعي الاستثنائي تتويجًا لرحلة صعود قوية للذهب منذ بداية العام 2023، حيث قفزت أسعار السبائك منذ بداية العام بأكثر من 65%، مدعومةً بالعوامل الهيكلية المذكورة، مما يؤكد مكانته كخيار استثماري رئيسي في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.

كما يبدو أن الذهب يستعيد بريقه الكامل كلاعب رئيسي في الأسواق المالية، حيث تجتمع العوامل قصيرة وطويلة الأجل لتدفع به إلى آفاق جديدة، في مؤشر قوي على حالة الحذر التي تسيطر على معنويات المستثمرين.