الذهب يستقر قرب أعلى مستوى في أسبوعين وسط تصاعد المخاوف السياسية والاقتصادية

الذهب يحافظ على قوته قرب أعلى مستوى في أسبوعين

شهدت أسعار الذهب بعض التراجع خلال تعاملات اليوم الأربعاء لتتداول بالقرب من مستوى 3,380 دولارًا للأونصة، إلا أنها لا تزال تحافظ على تمركزها قرب أعلى مستوياتها في أسبوعين.

ويستمد المعدن الأصفر دعمه من تزايد الإقبال عليه كملاذ آمن، في ظل تصاعد المخاوف المرتبطة باستقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والضغوط السياسية المحيطة به.

 

مخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي

تجددت هذه المخاوف بعدما أشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى نيته لإقالة ليزا كوك، إحدى حكام مجلس الاحتياطي الفيدرالي، على خلفية اتهامات تتعلق بالرهون العقارية.

ورغم أن فريقها القانوني أكد عزمه اتخاذ خطوات قضائية لوقف هذه الإقالة، إلا أن محللين حذروا من أن تنفيذ القرار قد يسرّع من وتيرة خفض أسعار الفائدة، بما يتماشى مع توجه ترامب نحو سياسة نقدية أكثر مرونة وتعزيز نفوذه على البنك المركزي.

وبحسب تقديرات الأسواق، فإن هناك احتمالًا يقارب 87% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع الفيدرالي في سبتمبر المقبل.

 

ضغوط تجارية متصاعدة

تزايدت التوترات التجارية عالميًا حيث أكد مسؤول أمريكي أن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الهند قبل الموعد النهائي يبدو غير مرجح، ما قد يمهد الطريق لرفع الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى 50%، في الوقت الذي حصلت فيه إندونيسيا على إعفاءات لمنتجات مختارة.

كما صعّد ترامب من لهجته تجاه الصين، ملوحًا بفرض رسوم جمركية مرتفعة على صادراتها من المعادن النادرة، وهو ما يزيد من حدة التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم.

 

أوروبا تواجه اختبارًا سياسيًا

وفي القارة الأوروبية، تزايدت حدة المخاطر السياسية مع إصرار رئيس الوزراء الفرنسي على المضي قدمًا في خطط التقشف، قبيل تصويت الثقة في البرلمان، وهو ما أضاف المزيد من الغموض إلى المشهد الاقتصادي والسياسي الأوروبي.

 

وفي النهاية يواصل الذهب لعب دوره التقليدي كملاذ آمن للمستثمرين في أوقات عدم اليقين، إذ يجد الدعم في التوترات السياسية والمخاطر الاقتصادية العالمية، وسط توقعات بأن يظل في نطاق قوي خلال الفترة المقبلة.