الذهب يصعد قبيل قرار الفيدرالي، ويحاول العودة لمستويات 4000 دولار

ارتفاع أسعار الذهب قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي

صعدت أسعار الذهب خلال تداولات اليوم الأربعاء بالقرب  من مستويات 3980 دولارًا للأونصة، مُعيدةً توازنها بعد موجات تراجعية شهدتها في الجلسات الماضية. ويأتي هذا الصعود متزامنًا مع تحوّل أنظار المستثمرين إلى اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث يُتوقع أن يعلن عن خفضٍ لأسعار الفائدة مساء اليوم.

 

دفعة التضخم وتوقعات السياسة النقدية

شكّلت بيانات التضخم الأمريكية الضعيفة التي صدرت الأسبوع الماضي حجر الزاوية في تعزيز توقعات المراقبين بتحوّل السياسة النقدية نحو التيسير، فانخفاض أسعار الفائدة يُضعف عادةً جاذبية عوائد سندات الخزانة، مما يفتح الباب أمام أصولٍ غير مُدرّة للعائد، مثل الذهب والفضة، لاستعادة بريقها بعد فترةٍ من التراجع.

 

بصمة باول وتوقعات الاجتماعات القادمة

لا يقتصر تركيز المتداولين على قرار الفائدة الفعلي فحسب، بل يمتدّ ليشمل المؤتمر الصحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حيث سيبحث الجميع عن إشارات تُضيء المسار المستقبلي للسياسة النقدية.

وتتجه توقعات الأسواق حاليًا إلى احتمال خفضٍ آخر لأسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل، مما يعزز البيئة الداعمة للذهب.

 

الاتفاقات التجارية وتأثيرها على الملاذات الآمنة

في إطار متوازٍ، ظلّ المستثمرون يتابعون عن كثب التقدّم المحرز على صعيد المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وأشارت التوقعات إلى احتمال توقيع الرئيسين دونالد ترامب وشي جين بينغ على اتفاقية إطارية تهدف إلى تجميد الزيادات الجمركية الأمريكية، مقابل تخفيف القيود الصينية على صادرات المعادن النادرة.

أي تقدم ملموس على هذا المسار قد يحدّ من الطلب على الملاذات الآمنة كالذهب.

 

مكاسب مستمرة وأساس قوي

رغم هذه العوامل المتضاربة، فإن الذهب لا يزال في مساره الصاعد للشهر الثالث على التوالي، مسجلاً ارتفاعاً يبلغ نحو 50% منذ بداية العام.

ويستند هذا الأداء القوي إلى ثلاثة دعامات رئيسية: حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، والشراء القوي من قبل البنوك المركزية حول العالم، والمخاوف المتعلقة بتراجع قيمة العملات الرئيسية.

وبهذا، يظل المعدن الأصفر حاضِراً بقوة في محافظ المستثمرين، ليس فقط كملاذٍ آمنٍ تقليدي، بل أيضاً كرهان على استمرار بيئة السياسات النقدية الداعمة وتصاعد المخاوف من تباطؤ النمو العالمي