إستقرار أسعار الذهب بعد تراجع حاد: هل تشتري الفرصة أم تستمر التقلبات؟
تشهد أسعار الذهب استقرارًا ملحوظًا في تعاملات اليوم الثلاثاء، بعد انخفاض حاد بنسبة تجاوزت 5% يوم الاثنين، ليهبط من مستوى قياسي يقارب 4550 دولارًا للأونصة إلى ما يقارب 4300 دولار.
جاء هذا التصحيح كأكبر تراجع يومي منذ 21 أكتوبر الماضي، ليطرح تساؤلات حول مستقبل المعدن النفيس في نهاية عام 2024.
أسباب التقلبات الأخيرة في سوق الذهب
يقترب الذهب حاليًا من أعلى مستوياته التاريخية، حيث صعدت العقود الآجلة في نيويورك اليوم بنسبة 1% لتصل إلى 4385.60 دولارًا للأونصة.
يشير معظم المحللين إلى أن هذا التراجع المفاجئ أقرب إلى جني أرباح سريع من قبل المستثمرين، بعد موجة صعود قوية وممتدة، وليس ناتجًا عن تحول في الأساسيات الاقتصادية الكلية.
وأن تكون هذه التقلبات السعرية مدفوعة بعمليات إعادة التمركز في المحافظ الاستثمارية وضعف السيولة الموسمية، أكثر من كونها انعكاسًا لمخاوف جوهرية.
ويتوقع أن يشهد السوق مزيدًا من التماسك أو عمليات جني أرباح محدودة قبل أن تتضح الرؤية بشكل أكبر مع بداية يناير وعودة مستويات التداول إلى طبيعتها.
إقبال المشترين عند الانخفاض: مؤشر على ثقة طويلة الأجل
في رد فعل سريع، اندفع المشترون بقوة إلى السوق في صباح الثلاثاء، دافعين الأسعار مرة أخرى نحو نطاق 4380-4375 دولارًا للأونصة، في سعيهم لاقتناص الفرص من هذه التصحيحات.
ويشير هذا الارتداد السريع إلى أن الثقة طويلة الأجل في الذهب لم تتزعزع، على الرغم من عمليات تصفية المراكز قصيرة الأجل التي شهدها السوق.
توقعات 2025: لماذا يحافظ الذهب على جاذبيته الاستثمارية؟
رغم التقلبات الحالية، يحافظ الذهب على مسيرة صاعدة قوية بنحو 66% منذ بداية العام، مدعومًا بعدة عوامل أساسية:
- توقعات خفض أسعار الفائدة: مع توقع قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفضين على الأقل لأسعار الفائدة خلال العام المقبل، تبقى تكلفة الفرصة البديلة لحمل الذهب منخفضة، مما يعزز جاذبيته.
- المخاطر الجيوسياسية: تظل التوترات الدولية داعمًا قويًا للطلب على الذهب كملاذ آمن.
- طلب البنوك المركزية: تواصل البنوك المركزية حول العالم تنويع احتياطياتها وزيادة حيازاتها من الذهب.
- التدفقات إلى صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs): تشير البيانات إلى استمرار التدفقات الإيجابية، مما يعكس ثقة المستثمرين المؤسسيين.
ومع ترجيح خفض أسعار الفائدة مرتين على الأقل خلال العام المقبل، تبقى تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب منخفضة، ما يعزز جاذبيته كأداة تحوط واستثمار طويل الأجل.
كيف تتعامل مع تقلبات سوق الذهب؟
للمستثمرين الذين يتتبعون أداء الذهب، تنصح العديد من التحليلات بأخذ زاوية نظر متوسطة إلى طويلة الأجل، حيث أن العوامل الأساسية الداعمة لا تزال قائمة.
ومن المتوقع أن يواصل الذهب تحركاته ضمن نطاقات متقلبة على المدى القصير، مع ميل عام للحفاظ على مستوياته المرتفعة، في انتظار وضوح السياسة النقدية الأمريكية واتجاهات الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة، مع العودة المتوقعة للسيولة والتداول النشط مطلع العام الجديد.
