ارتفاع أسعار الذهب، لكن توقعات الاحتياطي الفيدرالي وتفاؤل التجارة تحد من المكاسب
شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً يوم الاثنين، مدعومة بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي اليوم.
ومع ذلك، واجهت المكاسب ضغوطاً متزايدة نتيجة تراجع التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
أداء الذهب وأسعار الصرف
قفز الذهب الفوري بأكثر من 1% ليصل إلى مستوى 4025 دولاراً للأوقية، بينما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.1% مقابل سلة من العملات المنافسة.
هذا التراجع في قوة العملة الخضراء جعل المعدن النفيس المقوم بالدولار أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى.
سياسة الفيدرالي وتأثيرها على الذهب
يأتي هذا المشهد في أعقاب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 29 أكتوبر، وهي المرة الثانية هذا العام.
لكن التصريحات المتشددة لرئيس المجلس جيروم باول التي تلت القرار ألقت بظلال من الشك على احتمالية إجراء تخفيضات إضافية لأسعار الفائدة خلال عام 2025.
وتعكس أداة فيد واتش التابعة لبورصة شيكاغو التجارية هذا التحول في التوقعات، حيث انخفضت توقعات خفض أسعار الفائدة في ديسمبر من 90% إلى 71% فقط بعد تصريحات باول.
العوامل المؤثرة على اتجاهات الذهب
يُذكر أن الذهب، كأصل غير مُدر للعائد، عادة ما يزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وخلال فترات عدم اليقين الاقتصادي، حيث يمثل ملاذاً آمناً للمستثمرين.
ويترقب المستثمرون حالياً مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المقرر الإعلان عنها هذا الأسبوع، بما في ذلك بيانات التوظيف من ADP ومؤشرات مديري المشتريات من ISM، بحثاً عن إشارات قد تؤثر على الموقف النقدي للاحتياطي الفيدرالي.
انحسار التوترات التجارية وأثره
من ناحية أخرى، أدى تحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى تقليل الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، مما حدّ من زخم صعود المعدن النفيس.
وقد تجلى هذا التحسن من خلال موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خفض الرسوم الجمركية على الصين مقابل تنازلات من بكين تشمل التعاون في مكافحة تجارة الفنتانيل غير المشروعة، وزيادة مشتريات فول الصويا الأمريكي، وتيسير صادرات المعادن النادرة.
إجراءات صينية جديدة تؤثر على الطلب
كما اتخذت الصين خطوة مهمة أخرى بإلغاء حافز ضريبي قائم منذ فترة طويلة على مبيعات الذهب، وهو إجراء قد يؤدي إلى رفع أسعار المستهلكين وإضعاف الطلب في واحدة من أكبر أسواق السبائك في العالم، مما يضغط إضافياً على الأسعار العالمية للمعدن الثمين.
يبدو أن الذهب يواجه حالياً ظروفاً سوقية متضاربة، حيث تدعمه عوامل مثل ضعف الدولار، بينما تشده للأسفل توقعات السياسة النقدية الأكثر تشدداً وتحسن المشهد التجاري العالمي، مما يخلق بيئة تداول متقلبة للمعدن الأصفر خلال الفترة القادمة.
