أسعار الذهب فوق 4200 دولار قبيل قرار الفيدرالي: هل يستمر الصعود في 2026؟

استقرار أسعار الذهب قبيل قرار لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية

في لحظة ترقب شديد لمسار السياسة النقدية العالمية، تستقر أسعار الذهب اليوم الأربعاء أعلى مستوى 4200 دولار للأونصة في تداولات ضيقة النطاق.

هذا الهدوء النسبي يسبق مباشرة إعلان قرار لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) المتوقع بشأن أسعار الفائدة الأمريكية، والذي قد يُحدد اتجاه المعدن النفيس حتى عام 2026.

 

الوضع الحالي صعود طفيف في انتظار المحفز

سجل الذهب الفوري ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2% ليصل إلى حوالي 4218 دولار للأونصة، قبل ان يتراجع مرة اخرى بالقرب من مستويات 4200 دولار، ويأتي هذا الأداء في ظل حالة من الانتظار والحذر بين المستثمرين، الذين سعروا بالفعل في توقعاتهم احتمالاً يصل إلى 88% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

ويرى المحللون أن السوق يترقب ما هو أبعد من قرار الخفض المتوقع، حيث تتركز الأنظار على التوجيهات المستقبلية و"مخطط النقاط" الذي سيصدره الفيدرالي، بحثاً عن إشارات واضحة حول مسار السياسة النقدية في 2026.

 

خلفية القرار: "خفض تشددي" وانقسام داخل الفيدرالي

بات مصطلح "الخفض التشددي" هو السائد لوصف توقعات اجتماع اليوم.

هذا المفهوم يعني أن الفيدرالي قد يقرر خفض سعر الفائدة، ولكن مع إصدار تحذير صريح للأسواق بعدم توقع موجة مستمرة من التخفيضات مستقبلاً.

يأتي هذا في ظل انقسام داخل اللجنة بين أعضاء يركزون على مخاطر الاستمرار التضخمي، وآخرين يقلقون من علامات التباطؤ في سوق العمل.

وقد أظهرت بيانات مثل تقرير ADP للتوظيف ومؤشر JOLTS للوظائف الشاغرة صورة مختلطة، تزيد من تعقيد مهمة صناع القرار.

 

المخاطر الجيوسياسية والتضخم:

كما يظل الذهب مستفيداً من أي توتر جيوسياسي جديد أو بيانات تُظهر استمرار التضخم فوق مستويات الهدف، مما يحد من قدرة الفيدرالي على التشدد في سياسته.

 

وإلى جانب هذه العوامل النقدية، يواصل الطلب المؤسسي القوي دعم السوق.

حيث تشير تقديرات مجلس الذهب العالمي إلى أن البنوك المركزية اشترت أكثر من 1000 طن من الذهب في 2025، وهو ثاني أعلى إجمالي سنوي في التاريخ.

كما يتصاعد الاهتمام بالفضة التي حطمت حاجز 60 دولاراً لتصل إلى مستويات قياسية جديدة فوق 61 دولاراً، بدعم من الطلب الصناعي القوي خاصة من قطاعات الطاقة الشمسية والذكاء الاصطناعي.

 

التوقعات: مشهد 2026 بين التشدد والتيسير

- سيناريو التوجيهات المتساهلة: إذا أشار جيروم باول إلى استمرار المسار التيسيري في 2026، فمن المرجح أن يحصل الذهب على زخم صعودي قوي قد يدفعه لاختبار مستويات 4300-4380 دولار.

- سيناريو "الخفض التشددي": إذا أكد باول على الحذر وأشار إلى أن التخفيضات المستقبلية غير مضمونة، فقد يؤدي ذلك إلى ضغط هبوطي مؤقت على الذهب، ربما نحو دعم 4100-4150 دولار، قبل أن يعاود المستثمرون الشراء.