الذهب يصل إلى أعلى مستوى له في أسبوعين بفعل رهانات خفض أسعار الفائدة

المعدن النفيس يلمع مجددًا ويصل الى قمتة في أسبوعين

انتعشت أسعار الذهب بقوة مع بداية تداولات الأسبوع، لتبلغ أعلى مستوياتها في أسبوعين، متجاوزة حاجز 4075 دولارًا للأونصة، في استجابة مباشرة لمزيج من توقعات سياسة نقدية أكثر تيسيراً ومخاوف متصاعدة من تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي العالمي.

 

توقعات خفض أسعار الفائدة

يزداد تفاؤل المتداولين في الأسواق العالمية بشأن إمكانية أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة مجددًا في ديسمبر المقبل.

وتشير أداة "CME FedWatch" المتخصصة في رصد توقعات السياسة النقدية إلى أن المشاركين في السوق يرون احتمالاً بنسبة 67% لحدوث هذا الخفض.

يُذكر أن خفض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالأصول غير المُنتجة للدخل مثل الذهب، مما يزيد من جاذبيتها الاستثمارية.

ويشهد الذهب إقبالًا قويًا من المتداولين مع بداية تداولات الأسبوع، حيث يرتفع المعدن النفيس وسط توقعات بخفض محتمل لأسعار الفائدة الشهر المقبل، على الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي قلل من احتمالية حدوث ذلك في اخر اجتماع.

 

مخاوط النمو العالمي

سلسلة البيانات الاقتصادية الضعيفة التي ظهرت مؤخرًا تزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن تقليدي.

فقد أظهرت بيانات سوق العمل الأمريكية فقدان الاقتصاد لوظائف في أكتوبر الماضي، وسط خسائر في قطاعي الحكومة والتجزئة، كما أدت موجة خفض التكاليف واعتماد الشركات على تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى زيادة في عمليات تسريح العمال المعلنة.

 

بيانات اقتصادية متشائمة تضغط على معنويات المستثمرين

تصدرت بيانات اقتصادية سلبية أخرى المشهد، مما عزز المخاوف ودفع برأس المال نحو الملاذات الآمنة.

ففي نهاية الأسبوع الماضي، كشف استطلاع أن ثقة المستهلك الأمريكي قد تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف، وذلك في أعقاب الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، والذي استمر لمدة 40 يومًا وما زالت آثاره الاقتصادية تثير القلق.

من ناحية أخرى، تشير الأنباء الواردة من واشنطن إلى أن مجلس الشيوخ الأمريكي في طريقه لإقرار صفقة لإعادة فتح الحكومة الفيدرالية، وهو تطور إيجابي قد يخفف من حدة التوتر على المدى القريب.

 

مستقبل الذهب بين السياسة النقدية والمؤشرات الاقتصادية

على الرغم من أن البنك المركزي الأمريكي قد حاول في اجتماعه الأخير تهدئة هذه التوقعات وخفض من احتمالية حدوث خفض فوري للفائدة، إلا أن السوق يتداول بناءً على قراءته الخاصة للبيانات الاقتصادية المتعثرة.

يبدو أن المتداولين يستبقون الحدث، معتقدين أن استمرار علامات الضعف الاقتصادي قد يضطر الاحتياطي الفيدرالي في النهاية إلى التحرك لدعم الاقتصاد.

وبالتالي، يظل المسار المستقبلي للذهب مرتبطًا بشكل وثيق بأي بيانات اقتصادية جديدة، وأي تلميحات أو تصريحات من مسؤولي البنك المركزي الأمريكي، حيث سيبحث المستثمرون عن أدلة تؤكد أو تنفي توقعاتهم الحالية، وبالتالي لايزال المعدن النفيس صاعد بناء على المؤشرات الحالية الى ان يثبت العكس.

 

التحليل الأسبوعي للذهب هنا